الأحد، 17 يونيو 2012

بوليس مكتف و عسكر كردونة...



في العلاقة بين المؤسسة الامنية و العسكرية ...

بوليس مكتف و عسكر كردونة...


بوليس مكتف ...هذا العنوان المستفز الذي تتناقله اليوم نخب من الساسة المغامرين وجمهور من العامة التابعين ينطبق على البوليس ولا يعني العسكر في شيء ।
فالبوليس مكتف بالسياسة منذ النشأة في دور اعطاه له بورقيبة بعد محاولة الانقلاب سنة 1962 بقيادة الضابط لزهر الشرايطي الذي حكم على العديد من اركانه بالقتل او بالسجن . وقد عمد بورقيبة بعدها إلى تقييد قدرات هذا العسكر واعطى البوليس صلاحية مراقبته في العام 1968، خالقاً بذلك العداوة بين هذين الجهازين .
لتكون فترة حكم بن علي استمرارا لتهميش دور عسكر الكردونة وهيمنه البوليس المكتف باغلال سيده وهوس السياسة ففي مطلع العشرية الأولى لحكم بن علي الذي جاء من مؤسسة العسكر جلب معه ضباطا انتاقهم خصيصا للالتحاق بالبوليس أمثال السرياطي وثلة كانت قد التحفت بهذه المؤسسة من قبل امثال الجنرال بن عمار والهادي بالشيح وبنور وآخرين على المقاس تولوا قيادة مؤسسة البوليس لاحكام السيطرة على البلاد والعباد .
لقد ابتلي عسكر الكردونة في ظل النظام الدكتاتوري السّابق بقيادة عسكرية مأجورة أطاعت هواها و باعت دينها بدنياها،و تخلّت عن مسؤولياتها ،وانبرت تجفّف المنابع و تستأصل النّفس العقائدي الدّيني لدى أفراد المؤسسة العسكرية،إلى درجة إغلاقها المساجد و بيوت الصّلاة في الثّكنات و في المدارس العسكريّة ، وهي مغلقة إلى اليوم وهو تَعَدٍّ صارخ على حقوق الإنسان و حريّة ممارسة الشعائر الدينيّة،وأطلقت العنان لأعوانها في الإدارة العامة للأمن العسكري لتسجيل قوائم للمصلّين،و تسجيل كل من ترتدي زوجته الحجاب واستدعائه للبحث والمساومة والطرد،و تسجيل كل من لا يشرب الخمور،و كل من يؤذن للصّلاة و كل من يصلّي الفجر حاضر و منع أداء صلاة الجمعة لمن يطلب إجازة وقتية لأدائها في وقتها .
وفي بداية التسعينات تطوّرت الأمور لتأخذ أبعادا تراجيدية خطيرة ، لمّا وُلّي عبد الله القلال على وزارة البوليس وعلي السّرياطي الإدارة العامة للأمن الوطني مباشرة بعد انتقالهما من وزارة الدّفاع، و بعد رفض المرحوم الجنرال عبد الحميد الشّيخ وزير الداخلية آنذاك تنفيذ المؤامرة القذرة مؤامرة «براكة الساحل» السيّئة الذّكر، حيث شكّلت ظاهرة استغلال النّفوذ ، و الانتهازية سمة بارزة داخل المؤسّسة العسكرية ، و خاصّة منذ أن طالت هذه التجاوزات النخبه الشّريفة و النّظيفة ذات الكفاءات العالية العالية الملتزمة بدينها أو حتى غير الملتزمة، لتبدأ حملات الإيقافات الكبرى الممنهجة سنتي 91 و 92 في صفوف شرفاء الجيش الوطني ، قصد إفراغه و تهميشه و تقزيمه ، شملت خيرة أبنائه ،تمّ إيقافهم بالسّجن العسكري بالعوينة ، ثم تمّ نقلهم فيما بعد مكبّلين بالأغلال، من طرف زملائهم في السّلاح و وقع التّنكيل بهم في أقبية و زنزانات وزارة البوليس،أين تعرّضوا إلى حملات تعذيب تفوق في فظاعتها ما حدث في سجون أبو غريب في العراق ، و في معتقل «دلتا» في قوانتنامو، بدعوى الانتماء إلى حركة النهضة والتخطيط للاستيلاء على الحكم هذا ما ورد على لسان احد الضباط الشرفاء كان ينتمي لمؤسسة العسكر الكردونة لقد كان الظّلم و الفساد و التآمر و المحسوبية واستعداء الدّين و استغلال النّفوذ و المواقع ، وأصبح في قاموس الجنود و عامّة الناّس عند حديثهم في الخفاء عن كبار المسؤولين في الدّولة عسكريين كانوا أم مدنيين فطالتهم ماكينة الاستهجان اللغوي فنعتوا بعسكر الكردونة كما نعت الاسلاميين بالخوانجية مصطلح يحمل في طياته الاستهزاء بالدين وغول يخوف به كل من حاول التطاول على البوليس صنعه ببراعة عالم الاجتماع المأجور عبد الباقي الهرماسي .
فالبوليس المكتف عليه ان يتذكر دائما ان في تاريخ 17 ديسمبر 14 جانفي كان مطاردا من الشعب منبوذا وعدوا اما عسكر الكردونة وعلى ما اقترفه في حق نخبته كان محل ترحاب من الشعب يستقبل بالزغاريد والورود في كل قرية او مدينة حل بها يتقاسم معهم رغيفهم ويحتمي بهم ويحميهم .
ان الذين يتحاملون على العسكراليوم لن يمسوا هذه المؤسسة طالما بقيت على عهدها بحماية المسار الثوري وتدعيم التحول الديمقراطي ومؤسساته . وهذا العسكر الكردونة سيحمي البوليس الرهينة في يد المغامرين الواهمين باعادة البلاد لقبضة البوليس الذي لم يتعض بدرس ليلة 14 جانفي عندما كان مطاردا ذليلا اما عسكر الكردونة فلينظر غير بعيد عنا وفي محيطنا العربي كيف اصبح العسكر الذي حشر انفه في السياسة والى ما انتهى اليه او يكاد ।
اما انا فاني سأردد كلمة الشيخ الحنا في هرمت من أجل هذه اللحظة التارخية حتى أرى البوليس مكتف والعسكر كردونة
محمد المولهي نقابي و ناشط سياسي



الخميس، 14 يونيو 2012

اضراب القضاة و استمرارية المرفق




اضراب القضاة و استمرارية المرفق


نفّذ اليوم السادة القضاة يوم اضرابهم الأول من الثلاث ايام المقررة ، ولم تدخل الجلسات الا القضايا الاستعجالية المدنية
وتأخرت قضايا الموقوفين في الجنائي (الكاف مثلا ) لشهر كامل قادم تقريبا ولم تعتبر قضاياهم مؤكدة في حين أنهم انتظروا طويلا لحظة الوقوف امام القضاء لعلّه يبرىء الكثير منهم
ولا ندرى الى أي حد ستستمر المسيرة النضالية للسادة القضاة ، فهل بعد مضى ثلاث ايام من الاضراب ستتحقق مطالبهم وهو امر مستبعد جدا ؟
وما هي اشكال النضال المنتظرة ؟
فهل يدخلون في اضراب مفتوح عن العمل ، ثم يعتصمون ثم يتظاهرون في الشوارع ثم ...ثم .. ؟ وهل يطوّرون اشكال نضالهم بالقدر الذي لا يعطّل هذا المرفق الذي يتطلب الاستمرارية ، كأن يهددوا مثلا باستقالة جماعية ويعطون اجلا لتنفيذها ؟
الى أي حد ستظلّ مصالح الناس معطّلة مهما كانت الاسباب مشروعة بنظر المضربين ؟
هل يمكن ان تقتنع ام موقوف بتأخير قضية ابنها لأن السادة القضاة في اضراب عن العمل ، وقد تصادف الجلسة القادمة اضرابا جديدا ، طبق ما قد تقرره الجمعية من اشكال نضالية في المستقبل ، خصوصا وأني لاحظت اليوم تذمّرا واضحا ومعلن من كثير من المواطنين في بهو المحكمة الابتدائية بالكاف ،
اذ لم يستطع جزء كبير منهم ان يتقبل ان مرفق القضاء سيتعطل عن العمل لأيام عدة رغم حساسية القطاع وحاجة الناس الى استمراريته .
يأتي هذا الاضراب في وضع تعيش فيه البلاد وضعا استثنائيا يتمثل في اعتداءات على مقدسات المسلمين وفي اضطرابات متفرقة ومواجهات بين قوات الأمن وجهات اجرامية تبدو منظمة وما تزال مجهولة لدى الراي العام تعتدى على مقرات السيادة من محاكم ومقرات امنية وغيرها ، باسلوب لا يمكن ان ينسب لأكثر التيارات السلفية تشددا ، لأنها تتبنى التغيير بالقتال المسلح وليس باستعمال "المولوتوف" لحرق الممتلكات او استعمال الحجارة للكر والفر مع البوليس ،
وفي واقع نحن احوج فيه الى تعاون السلطة القضائية مع باقي السلط للتصدي لظاهرة الجريمة المنظمة والفردية التى يحركها المستفيدون من الفوضى واستمرار ضعف الدولة بكل اطيافهم ، وللمحافظة على المسار الديمقراطي وانجاحه ولتجنيب البلاد الانزلاق الى صراعات اهلية قد لا تنتهي في الاشهر او حتى في السنين القليلة القادمة ،
وياتي الاضراب ايضا في الوقت الذي تذكرنا فيه وزارة العدل بقانون الارهاب اللادستوري الذي لا يليق مجرد التذكير به من حكومة " الثورة " فضلا عن تفعيل العمل به ، والذي طالما ناضل المذكّرون به انفسهم من اجل الغائه ،
ونحن في الحقيقة في وضع لا يحتاج لأكثر من تفعيل قوانين المجلة الجنائية التى تتضمن ما يكفى من النصوص لحماية الممتلكات والتصدي للجريمة سواء الفردية او المنظمة .
ان تكاتف مجهود كل السلط ، التأسيسية والتنفيذية والقضائية ، والمجتمع المدنى والاحزاب وكل قوى الشعب الحية اصبح مطلبا ملحا لتجنب الرجوع للوراء خاصة واننا ما زلنا بصدد اعادة بناء مؤسسات الدولة بما في ذلك المنظومة القضائية ।



الاستاد عمر الرواني محامي و ناشط سياسي

الأحد، 10 يونيو 2012

الي السيد وزير التربية في حكومة الترويكا..مامعنى الخروج عن النص باللغة التركية....



الي السيد وزير التربية في حكومة الترويكا...مامعنىالخروج عن النص باللغة التركية..

يبدو ان حركة التهضة تخطط لما هو ابعد من الفترة الانتقالية و ان ما سمعناه من تصريحات من بعض قيادييها عن" ان النهضة ستستاثر بالحكم ل15 سنة القادمة على الاقل "عبر صناديق الاقتراع طبعا ॥

كلام له ما يبرره و الا في اي اطار يتنزل القرار الاخير الدي خرج به علينا وزير التربية في حكومة الترويكا السيد رضا عبيد في ما يخص ادراج تعليم اللغة التركية في المناهج الدراسية ابتداء من السنة الدراسية القادمة ...
يبدو القرار اعتباطيا مفاجئا يدكرنا بشطحات وزراء التعليم في عهد بن علي التي كانت تدبر بليل॥فبانظر الى خطورة و حساسية ملف التعليم و ما ينطوي عليه من تعقيدات و تشعبات و تاثيرات على جميع الاصعدة فان اتخاد هكدا قرار بطريقة مفاجئة ومتسرعة يعد عزفا منفردا॥قد يسيء الى صورة الحكومة التي من المفروض ان تناى بنفسها عن مطبات هي في غنى عنها و من المفيد تدكير الحكومة كلما سنحت الفرصة لدلك بانها .. حكومة ثورة...
و السؤال الدي يطرح نفسه بالحاح لمادا نضيف الى وضعنا اللغوي المشوش اصلا لغة اجنبية ثالثة و الكل يعرف و السادة الاساتدة و المربين يعلمون ان تلامدتنا في غالبيتهم يعانون قصورا لغويا ظاهرا للعيان فهم لا يتقنون ايا من اللغات الاجنبية المقررة لا الفرنسية و لا الانجليزية فضلا عن لغتهم الام التي لا يتقنونها بالشكل المطلوب ...و ادا كان لابد من اضافة لغة اجنبية ثالثة ॥ لمادا اللغة التركية ॥॥و ليست الصينية مثلا والصين قد زحزحت اليابان كقوة اقتصادية ثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية॥ و هي مرشحة لافتكاك المرتبة الاولى على المدى المتوسط او البعيد..

فمن المعروف ان اللغة التركية ليست لغة حية و لاتتصدر لغات العالم الاكثر انتشارا فهي تاتي في مرتبة متدنية امام اللغة العربية التي تحتل المزقع الرابع بعد الصينية و الاسبانية و الانجليزية و لا تعد التركية من لغات العلوم و البحوث الاكاديمية مثل الانجليزية و الالمانية و اليابانية ॥

في الحقيقة انه لا يمكن فهم قرار السيد الوزير الا كقرار سياسي بامتياز يندرج ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى تاخد بعين الاعتبار جملة من المعطيات الاقتصادية و الجيوسياسية ॥

-تركيا القوة الاقتصادية النامية جنوب اوروبا ॥فقد نجحت تركيا في فرض نفسها كقوة اقتصادية بتحقيق نسب نمو محترمة في الوقت الدي يشهد فيه محيطتها الاوروبي ازمة اقتصادية خانقة انعكست سلبا على اقتصاديات بلدان ما يسمى بالخاصرة الضعيفة لاوروبا(اليونان-اسبانيا-البرتغال....)

- بعد رفض الاتحاد الأوروبي السماح لتركيا بالدخول في منطقة اليورو، بالرغم من المحاولات المتكررة و الملحة من الجانب التركي।التي كانت تجابه في كل مرة بشروط تعجيزية تماما كشرط العازب على الهجالة ॥ كما يقول مثلنا الشعبي ..الى الحدَ الذي ادركت تركيا أنها لن تتمكن من الانضمام الى اوروبا مهما فعلت، لأن الاتحاد الأوروبي هو نادي مسيحي ممنوع على المسلمين ..

مع وصول حزب العدالة و التنمية الى السلطة غيرت تركيا من استراتيجيتها180درجة و عدلت البوصلة باتجاه الفضاء الاسلامي العربي امتدادها الحضاري التاريخي الطبيعي و عمقها الاستراتيجي الحقيقي محاولة التصالح مع هويتها الاسلامية بعد ان كادت العلمانية الاتاتوركية ان تطمس كل معالمها (لم يسلم نداء الصلاة الادان الدي غير الي اللغة التركية ولا حتى حروف العربية التي تحولت الى اللاتينية ...)

وسرعان ما ظهرت نتائج هدا التوجه في المواقف و السياسات الخارجية॥فراينا و اعجبنا بالموقف التركي المنحاز الى القضية الفلسطينية الدي وصل الى حد التصادم المباشر مع الكيان الصهيوني و الكل يتدكر كيف انسحب رجب طيب اردوقان من مؤتمر دافوس محفوفا بالتصفيق و الاعجاب بعد رده المفحم و البليغ على رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز..

- توافق فكري ايديولوجي بين حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس و حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا فلم يعد خافيا على احد مدى اعجاب قيادات تركيا بافكار و كتابات الشيخ راشد الغنوشي و تؤثرهم بها كما عبرت حركة النهضة على لسان قياداتها عن اعجابهم بالنمودج التركي كمثال ناجح للاسلام المعتدل و الحديث ॥في غياب نمادج عربية و اسلامية يمكن وصفها بالناجحة ॥

- تردد اادوائر الغربية و الاوروبية في دعم الحكومة الناشئة في تو نس لكونها اسلامية بما يعني دلك في الاوعي الغربي من استثارة لمشاعر الاسلاموفوبيا المتراكمة عبر عقود من الزمن بالرغم من رسائل التطمين المتتالية التي بعثت بها الحكومة من اول ايام توليها مقاليد السلطة مما دفع الحكومة الى اولوية تفعيل محيطها العربي و الاسلامي مع محاولة الاحتفاظ بعلاقات طبيعية مع الدوائر الاوروبية و الغربية عموما ॥بما يعني "قصولو يدو جاتو مليحة للطنبور॥

قد يظهر القادم من الايام ان تركيا شريك استراتيجي هام لتونس الثورة الا اننا نحدر الحكومة من مغبة السقوط الى علاقات الهيمنة الاستعمارية فلا ننسى و لا اظن ان الشعب التونسي نسي ان العثمانيين هم الدين سلموا تونس للاستعمار الفرنسي بتوقيعهم معاهدة الحماية و ان العثمانيين هم الدين سلموا فلسطين للانتداب البريطاني الدين فوتوا فيها بدورهم للعصابات الصهيونية ॥ثم الم يقل رجب طيب اردوقان دات يوم ॥اناحفيد العثمانيين

فحداري يا حكومتنا الموقرة ॥لانريد ان نهرب من مضلة الفركفونية وعملاء الفرنكفونية لنجد انفسنا تحت مضلة العثمانية ॥فنصبح وقتها ...كالمستجير من الرمضاء بالنار...


حمادي العبيدي

السبت، 9 يونيو 2012

المدير و ثقافة الطبلة و الزكرة و البندير....




المدير وثقافة الطبلة الزكرة و البندير ...
انتخب صاحب " الشرارة " السيد منجي الفرحاني في الايام القليلة الماضية رئيسا لمهرجان بومخلوف الثقافي بالكاف في نسخته السابعة والثلاثين ، وثبت في موقعه رغم محاولة الانقلاب عليه ، والمنجي الفرحاني هو مخرج سنمائي شاب من جيل القهر السياسي ، اجبرته الظروف على مغادرة البلد في التسعينات من القرن الماضي مثل الآلاف الذين هجروا وقتها لسبب او لآخر ، فهام في الدول الأوروبية ليستقر به المقام في هولندا ويعمل مع مؤسسات اعلامية كبرى مهتمّا بشؤون العرب عموما وفلسطين بصفة خاصة ،
ومنذ اندلاع الثورة عاد الى الوطن ليكون له سبق انتاج واخراج اول شريط وثائقي عن اندلاع الثورة التونسية سماه الشرارة ، وليقرر الاستقرار في تونس والقطع مع تجربة المهجر المرة ،
فهل ينجح السيد الفرحاني بالخروج بالمهرجان من الروتين الذي اصطبغ به أداؤه لسنين طويلة ، هل ينجح في التخلص من الاجترار المملّ لنوع محدد من التراث الذي يركز على اثارة الغرائز والغوغائية ،؟
هل ينهي ما يسمى ب "السهرات الشبابية " التى هي اقرب الى ما يحدث بالنوادي الليلية المغلقة منه الى ثقافة البلد الأصيلة ، مما ادى الى عزوف كبير للاهالي في حضوره وحتى في الاهتمام بالمهرجان اصلا ،؟
هل نشهد قطعا جذريا مع الابتذال وثقافة الاعراس و جلسات الخمر ونوادي الرقص ، وهل نرى " اميمة الخليل " بروائعها النافذة الى اعماق اعماقنا على ركح القصبة بدلا من امينة فاخت التى دوخت الكافية باهتزازاتها الهستيرية ، سواء على وقع ما صم آذاننا وحفظناه عن ظهر قلب مما سمي التراث "الكافي الأصيل" أو حتى على وقع كلمات " شاعر الثورة " محمد الصغير اولاد احمد الذي طالما غنى ورقص لها في حفلاتها ،بعد ان اهداها عدة من قصائده لتلحنها ، ؟
هل تعود الثقافة البديلة الأصيلة المناضلة الملتزمة بقضايا وطنها الى تصدّر المشهد الثقافي ، بعد ان كان همشها وتخلى عنها كليا نظام 07 نوفمبر ،؟
هل نعلن ايذان اسقاط النظام ثقافيا والعودة للأصل وتربية الأجيال تربية ممانعة تحصنها من أي شكل من اشكال الاستبداد والتسلط على المستوى الداخلي ومن كل غزو ثقافي اوفكري تغريبي بمعنى " الغربة "، ويكون لشبابنا شخصيتة المستقلة بذاتها المنحوتة بتاريخها الحقيقي المجاهد المتصل بثقافتنا العربية الاسلامية الراسخة ، والموشّحة بما تركته فينا الثقافات الأخرى عبر تاريخنا الطويل ،؟
هل نصنع ثقافة قادرة على استيعاب الواقع وعلى الفعل في التاريخ ،؟
هل نربي شبابا تربية تخرجه من واقع السلبية المميتة والتقليد الساذج للفتات الثقافي للحضارات الأخرى ،
هل ننجح في نشر ثقافة الانتاج والابداع والاختراع والعلوم والمعارف لديه ، لينافس بها شباب الدول المتقدمة بدلا عن المنافسة في الرقص ، ؟
هل تلحق ثقافتنا بمستوى انجازات هذا الشعب الثورية ، وكان من المفروض ان تكون قد سبقته ،؟
هل يتجه الفرحاني بحكم تكوينه المخضرم وعلاقاته الواسعة الى تنويع العروض لللاستفادة من الثقافات الاخرى ،؟
هل يلقى السيد الفرحاني دعما من المجتمع المدني ومن الاهالي لبث روح جديدة في المهرجان ليعود لسابق اشعاعه ، ويستعيد ثقة الأهالي فيه .؟
هل يشجع الاعمال الجادة لفناني الجهة ومبدعيها ،؟
هل يصمد السيد الفرحاني امام اجيال تربت على ثقافة "الرقص " ولا شىء غير الرقص ،؟
ولكنها رقصت في النهاية على عروش مربيها المتهاوية بفضل ثورة شعب مستضعف نزف دما ولم يرقص .؟
هل تكون حرارة المهرجان في مستوى دفء دماء شهدائنا التى لم تجف ،؟
وهل تكون في مستوى حرارة دموع امهاتهم التى لا تزال متدفقة .؟
ام هل نِؤجل قليلا ايقاعاتنا المتعددة التى عرفت بها جهة الكاف حيث يحضر السعداوي والصالحي والملالية والبونوارة الخ ........احتراما لدماء من ضحوا من اجل حريتنا على الأقل .؟

الأستاذ عمر الرواني

الخميس، 7 يونيو 2012

..الى رئيس جمهورية الكوع بوع..دروس من مطبخ الثورة المضادة...




.الى رئيس جمهورية الكوع بوع ...دروس من مطبخ الثورة المضادة...


صديقي السبسي زعيم شعب الكوع بوع .......

تونس الآن تتغير... ولأن التغيير عشوائي فلا تستبعد أن تجد نفسك يوما ما رئيسا للدولة الرئاسية أو رئيس حكومة في الدولة البرلمانية ॥وقد تندلع ثورة ضدك فتحتاج إلى مقاومتها। اذا فاستعد من الآن للرحيل لذلك أرجو أن تقرأ هذا المقال جيدا فهو من خلاصة ما نراه من ثورة تونس التي تريد لها ان تحتضر॥ أو تنهيها الفلول المتحالفة مع المعارضة التي لا زالت تعيش قبل 14 جانفي ...

إن تعطيل الثورة في الشعوب التي عاشت مقهورة لا يحتاج إلى جيش وعدة وعتاد। كل ما تحتاجه هو أن تظل أنت سلطة شرعية بشكل أو بآخر لتبقى المفاتيح في يديك। لاتبحث في قواتك ورجالك ونظامك عن الحل، فلو كانوا بالذكاء الكافي لما حدثت ثورة. الأسهل والأكثر أمانا أن تبحث بين أفراد الشعب عمن سيعملون – دون تدخل منك - على خنق الثورة، هؤلاء موجودون في كل شعوب الأرض.. لكنك ستجدهم بكثافة كبيرة في وسط الشعوب التي عانت من الجهل والفساد لمدة طويلة ...هم سيكونون معاول الهدم التي ستنهش جسد الثورة، وستظل أنت بطلا ، بل وسيطالبك الكثيرون بإنقاذ الثورة من الثوار والشعب ...ضربة البداية اوضربة المعلم ستأتي منك.. عليك بتقسيم الشعب.. ففي فترة مثل هذه أياك ان تتركهم يظنون أنهم منقسمون إلى مؤيد لسياستك ومعارض لها. بل يجب أن تجعلهم ينقسمون على أنفسهم. وهنا يجب أن أذكرك أن فكرة التقسيم إلى اسلامي ويساري في تونس هي فكرة غير صائبة وتفشل دائما. فهذا الكارت محترق تماما. لأن خطورة الصراع الديني والفتنة ايديولوجية ستجعل الجميع يفكرون جيدا، ونسبة العقلاء في هذا الإتجاه تفوق نسبة الحمقى كثيرا وستنكشف سريعا لذلك يفضل أن تتجاهلها وتبدأ في تقسيم الشعب بطريقة أخرى.. مثلا..ابدأ بإقناع الشعب انه منفسم الى فلول تجمعية دستورية وثوار وشعب قليل الحيلة . افتح لهم المجال للتشكيك في بعضهم البعض، ويمكنك الإستعانة بالحمقى والحنجوريين- اصحاب الحناجر الماجورة- من كل هذه الإتجاهات، وعليك بالتعتيم على العقلاء منهم। ليبدأ صراع حواري دائم. وليبدأ كل منهم في محاولة إثبات من منهم أكثر إخلاصا ومن بدأ الثورة ومن حماها ومن يعبر عن الشعب. أنت فقط تعرف أن هذا لا يهم ॥المهم إلى أين ستذهب الثورة. وهنا ستظهر قدرتك على تحريك خيوط اللعبة وتحريك الشعب نفسه حتى تضمن ألا تذهب الثورة إلى اي مكان॥ لذلك يجب عليك أن تمسك باطراف هذه الخيو ط جيدا :1- المحرومون : هم مجموعات من القوى السياسية والأفراد الذين عاشوا طويلا ينتظرون فرصة الظهور في ساحة الحكم والسياسة، لذلك عندما تدب الفوضى سيبدأ كل منهم يحلم بأن يكون له النصيب الأكبر في الفترة القادمة। ويبدأ في العمل على إضعاف وتشويه كل القوى الأخري من أجل أن يظهر هو، وسيتحالف مع كل من يرى أنه سيساعده على الوصول إلى ما يحلم به। سترى أحزاب معارضة تتحالف مع رؤوس ألأموال المعروفة بفسادها। وسيظهرمن هده القوى من يتدثر بالسلفية و يقاوم جبهات المعارضة ويفتت التظاهرات التي لا تتوافق مع مصالحه وسيظهر بعض النخبة الذين سيهاجمون الفكر السلفي والسلفيينيويحاولون أن يظهروهم على أنهم متخلفون عن ركب الحضارة। بل وسينقسم أصحاب الاتجاه الواحد على بعضهم مبكرا جدا॥ (لكنك تعرف أن الديمقراطية أبسط من ذلك وأن الأفضل أن يتحد الجميع إلى أن تأتي صناديق الاقتراع بمن تريده الأغلبية ...لكنك لن تسمح بذلك !!)। 2- الانتهازيون: (الأشرار) هم من يجيدون ركوب الموجة في كل وقت وكل عصر وكل مكان। وسينتظرون أن يلعبوا الدور الذي ستطلبه منهم السلطة। وسيتعاملون مع الشعب بمنطق (الشعب يريد) فهم يؤدون دور المعارضة تارة والمدافعين عن الشريعة تارة وأنصار الليبرالية تارة والمهاجمين للجماعات السلفية تارة । وغالبا ما يتلقون أوامر مباشرة أو غير مباشرة منك ومن القوى الموجودة على الساحة। ومن السهل معرفتهم في مثل هذه الأجواء فكلما مالت الكفة في اتجاه مالوا معها ॥وعندما تكون الكفة غير مستقرة تجدهم يؤدون دور المهرج بمنتهى الوضوح ॥عليك أن تتأكد من حصولهم على مساحات واسعة في أجهزة الإعلام المختلفة لأنهم يعرفون الطريق إلى الناس جيدا. أما الانتهازيون (البسطاء) فستجد بينهم من يقود لك إضرابا من أجل بضعة دنانير استغلالا للفوضى (وسيكون جيدا ان يقود اتحاد الشغل الاضرابات وخاصة التعليم ॥النقل ॥الصحة !!) . هذا لن يضرك أنت ولكن سيضر باقي الشعب (المسكين والمغلوب على أمره) ويجعلهم أكثر غضبا من الثورة وعليها 3- الفاسدون: هؤلاء من كانوا يتربحون من فسادك. وغالبا في حالة ظهور أي نظام شريف وصالح سيكونون معرضين للسجن أو على الأقل للفضيحة لذا سيفعلون أي شيء ليستمر الفساد. وليسوا جميعا بالضرورة من أنصارك ॥ وتذكر دائما أن في صف هؤلاء معارض قوي وشرس طالما أدى دور المعارض العنيد لنظام بن علي . وقد استخدمه قبل سقوطه في مشروع فاشل لحكومة انقاذ . 4- الجهلاء: نسبة غير قليلة. ولا أعني بالجهل الأمية. بل أعني الجهل السياسي والسطحية في الفكر وانعدام الثقافة والمتابعة للأحداث. هؤلاء يسيرون خلف القطيع كالأغنام (لهذا يجب أن تحافظ على الجهل في فترة حكمك). أنت تستطيع أن تجعلهم يكرهون المثقفين والساسة متىتريد، وأن تخيفهم من النهضة وقتما تريد، وأن تهددهم بالتدخل الأجنبي وقتما تريد॥هؤلاء من ستجدهم يقولون أن فلان ماسوني (وهم لايعرفون ماهي الماسونية) وأن إسرائيل وراء الثورة عليك (حتى لو كنت حليفا لها) وأن الثورة كانت منظمة من الخارج (حتى لو أثبتت الأيام أن الثورة لم تكن منظمة في الداخل ولا الخارج) وهؤلاء هم من يجب أن تسيطر عليهم لأنهم مبرمجون عصبيا طبقا لما سيروجه الطرف الأقوى (يجب أن تكون أنت )أو الأقرب إليهم (يجب أن تجند بعضهم ). 5- السلبيون: هؤلاء يرون أن لعبة السياسة ومصائر الشعوب لا علاقة لها بالعامة। بل هي مسؤولية من سيأتي بهم القدر إلى سدة الحكم. وهم دائما يرفعون شعار خلينا في حالنا في فترات الهدوء، وشعار (شد مشومك) في فترات التوتر . هؤلاء لايعنيهم أن تكتمل الثورة أم لا . وسيفرحون بالاستقرار على أي وضع. المهم (العجلة تدور) والعجلة هنا ليست عجلة الإنتاج ولا عجلة التقدم...بل عجلة الحياة الهادئة المريحة. وغالبا تزعجهم فكرة التغيير حتى لو كان إلى الأفضل لأن (اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش). 6- الرافضون: هؤلاء عكس المجموعة ألسابقة يحبون الرفض ويقاومون الاستقرار دائما لأنهم يشعرون بالقوة والفصاحة والنضال عندما يعارضونك ويسفهون ما تقول. يرفضون كل الوجوه وكل الحلول المطروحة طوال الوقت. يرفضون الإسلاميين لتشددهم والعلمانيين من أجل الدين والمعتدلين من أجل ميوعة المواقف. يرفضون وجود المجلس التأسيسي ويرفضون الانتخابات ويشككون فيها . يرفضون الديمقراطية ॥يرفضون التأسيسي (لأنه اختيار مباشر) ويؤمنون (بأن الشعب لن يختار الأفضل) هؤلاء دائما هم بداية الفوضى التي تحرك المجموعة التالية ( أظهرهم على أنهم هم الثوار ليظن الشعب أن الثوار لايعرفون ما يريدون)... 7- الفوضويون: هؤلاءهم غالبا من الطبقات الأقل تعليما وثقافة، وهم قواتك الميدانية المستعدة دائما لإفساد الأمور إذا شعر الشعب بالاستقرار॥ إبدأ مشاجرة صغيرة سيتكفلون هم بجعلها كبيرة.اعترض طريق مخمور امام خمارة سيحرقون الخمارة وسيسوونها بالأرض. اشعل عود كبريت في مركز للأمن وسيحرقونه هم عن آخره॥ جند بضعة أفراد لاقتحام إحدى السفارات وسيتبعونهم ويجعلون ذلك يبدو كحركة شعبية جزئية تخيف بقية الشعب . (طبعا لاتنس البث الحي والتغطية الإعلامية لهذه الأحداث وذراعك الأيمن في ذلك قناة 7 هي مدربة جيدا على هذا منذ سنوات وكسبت الخبرة وتجذر فيها الفساد والكذب ..والتي يجب أن تصل قبل قوات الأمن بمدة كافية). هؤلاء هم سلاحك الذي تحتاجه وستجد منهم في كل طبقات وفصائل الشعب . عليك بتلميعهم وإظهارهم. وإذا نجحت في ذلك فإنني أؤكد لك أن هذا الشعب سيثور على بعضه فتنتهي ثورته التي ستحترمها أنت وتجعلها أجازة رسمية. و لن يستطيع هذا الجيل القيام بثورة أخرى لسنوات طويلة لأنه سيكون محبط وستكون أنت احتطت جيدا بقوانين جديدة وبقمع أشد...دون أن تعلن ذلك ..بل عليك أن تجعل الجميع يكرر دائما ...(أحب من حب وكره من كره)॥بينما أنت تهمس لنفسك مبتسما... حقا انه شعب الكوع ..البوع ....


محمد المولهي نقابي و ناشط سياسي




الأحد، 3 يونيو 2012

اكدب..اكدب..اكدب...يثور عليك الناس...



اكذب ..اكذب ..اكذب ...يثور عليك الناس

هي ليست مجرد مقولة ، انها نظرية الكذب الممنهج التى تنسب لوزير الاعلام الالماني "جوزيف قوبلز " ايام " هتلر " الذي قال " اكذب اكذب حتى يصدقك الناس "
وتم توظيفها بنجاح في اقناع الالمان بان هتلر هو القائد الملهم ومنقذ المانيا والجنس الآري ، ليعتلي الرايخ الثالث الألماني بالانتخاب ، وذلك باعتماد الاعلام العمومي وصنع رموز وابطال وهميين يقع استخدامهم في صنع الكذب واعادة تصنيعه الى الدرجة التى لا توفر لعموم الناس فسحة لتحليل الخبر ودرسه وتقويمه فيصدقونه وهم اميل الى التلقي الكسول ،
الا المثقفين الذين لهم ملكة بديهية يستطعون بها تمييز الغث من السمين بالسرعة المطلوبة ، لذلك كان " قوبلز " صاحب النظرية يقول انه كلما سمع مثقفا يتكلم الا وجعل مسدسه في حالة استعداد للاجهاز عليه ،
وتسربت بعد ذلك تلك النظرية للحركة الصهيونية العالمية فصنعوا اكذوبة المحرقة اليهودية وبالغوا في الارقام وصدقوها واستمروا عليها الى ان احتلوا بها فلسطين ولا زالوا يبتزون بها العالم لبقاء الاحتلال ،
وتبنتها الامبريالية العالمية بعد ذلك ، فاحتل العراق وافغانتسان ، وقتل الملايين من ابنائنا بكذبة اسلحة الدمار الشامل ،واكذوبة نشر الديمقراطية ،
واستوردت الأنظمة العربية نظرية الكذب بعد ذلك ، فكانت كل حياتنا مبنية على الكذب ، فغالطنا العالم وغالطنا انفسنا بارقام التنمية المكذوبة وخلنا انفسنا في مطاف الدول المتقدمة
واستمرت آلة الكذب بعد الثورة ، اذ انتشر وذاع صيتها وسط تسونامي حزبي وسياسي لم يكن ليوجد اغلبه لولا الكذب ، وشهدنا اكذوبة العريضة الشعبية في ان كل شىء سيكون بالمجان وحتى "الشهريات" تصرف لكل المواطنين بلا اعمال ، واحرقت مدينة الكاف بكذبة يوم 05 فيفري 2011 وكادت تحرق باكاذيب اخري في الايام القليلة الماضية وعافاها الله من اشاعة او كذبة جديدة ليوم 04 جوان المقبل حتى لا ينحرف المطلب الشرعي في الحق في التنمية الى محرقة جديدة للمدينة المحترقة اصلا بنار الفقر والبطالة .
واستفحل الكذب عموما حتى اصبحت كلمة السياسة رديفة للكذب
وكلمة سياسي تعني كذاب ،
واستفحل الكذب السياسي بعد الانتخابات وخاصة لدى الطرف الخاسر ،
لأن الرابح ليس فقط لا مصلحة له فيه ، ولكن ايضا لاتوجد ضرورة لاباحته ، والأصل فيه الحرام عنده ، يقول تعالي " ﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ۖ وإن يك كاذبا فعليه كذبه ۖ وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ۖ إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ﴾ غافر 28
ففي المدة الأخيرة بالذات ما خرجنا من كذبة الا دخلنا في اخرى ،فمن كثرة ما سمعنا عن غلاء المعيشة حتى اذا نزلت الاسعار بقينا نراها مرتفعة ونحدق في اعين المارة التى صرنا نراها تقطر جوعا ، واننا على ابواب ازمة صومالية يونانية ، ومن كثرة ما سمعنا عن تكوين حكومة انقاذ وطني تقودها "كفاءات " اصبحنا نشعر ان البلد محكومة بها اصلا وانه لا توجد حكومة غيرها وانها مالكة عصى السحر لتخرجنا من كل الازمات ،
ومن كثرة ما سمعنا عن ارقامنا المتدنية في التصنيفات العالمية ، اصبحنا نشعر اننا على حافة السقوط الى هاوية التصنيف السفلي والافلاس الاقتصادي ، ومن كثرة ما سمعنا ان الحكومة فشلت كاد يصيبنا الفشل ،
ومن كثرة ما سمعنا من تحريض كدنا نعتقد اننا على ابواب حرب اهلية في " تونستان"
ومن كثرة ما سمعنا عن التشكيك في الشرعية قولا بان الانتخابات وحدها لا تصنع الشرعية ، اصبحنا نشك في كل مفاهيم الحداثة ، ووصل بنا الأمر حد كره الانتخاب ونبذ الديمقراطية،
عموما من شدة قتامة الوضع الذي يصوره لنا اعلامنا " الوطني " وضيوفه " الوطنيين الحداثيين " اصبح البعض يحن الى بن على ونظامه ويجاهر بذلك ، الى حد توزيع صوره في احد معاهد مدينة الكاف في اليومين الأخيرين ليعود فاتحا وقائدا للثورة الجديدة ، وهو لعمرى مطلبهم الخفي وغايتهم القصوى ،
ولكن الى أي حد يمكن ان يستمر الكذب في ايامنا هاته ،
لم تعد في الحقيقة الكذبة مهما فعلت فعلها فينا تعمّر طويلا ، فمن حسن الحظ ، نما الاعلام البديل وتميز بسرعة الانتشار ، ممثلا اساسا في شبكات التواصل الاجتماعي ،والذي يكون فيه الواحد منا باثا ومتقبلا في نفس الوقت ويتعامل مع شبكة معلوماتية مباشرة وحيّة ونابعة من ثقات واعزة واحبة واقارب يعتبرون شهود عيان ومراسلين في كل مدينة او قرية او حي ، وبسرعة قياسية ، بالصورة والصوت قد يتبعها تأكد مباشر عبر الهاتف او السكايب ،
فكما كان لهذا الاعلام البديل فضل في المساهمة في كشف كذب الطغاة ، فانه يكشف لنا اليوم افتراء عشاق الطغاة واصدقاء الطغاة و اشباه الطغاة ومشاريع الطغاة ، ويمثّل في كثير من الاحيان ذاكرة حية لكل من تسوّل له نفسه تدليس التاريخ او صنع البطولة ،
فحتى عجائزنا اليوم اصبحت تطلب منا فتح صندوقنا الاسود " الحاسوب " للتثبت من خبر اوردته تونس 07 او ما اسميها بقناة الجهوية 02 ،
فكثرة كذب هاته القنوات وضيوفها المبجلين الدائمين ، سواء بقتل الحقيقة او ايراد نصفها او جزء غير مهمّ منها او حتى تدليسها احيانا واختلاق خيال من الاخبار ، كأنها في غفلة من انها ليست وحيدة في رواية الخبر كما كان يحدث فيما مضى من الزمن البعيد ،
ان كثرة الكذب جعلتها وجل ضيوفها تفقد كل ما استطاعت ترميمه من مصداقية ،
خاصة وان التونسي اميل الى تصديق خبر من صديق او جار بطريقة الرواية المباشرة اكثر من ميله الى تصديق تلفاز ضعيف الذاكرة ، عرفه جيدا حتى كتب عليه "كذابا" منذ ازيد من نصف قرن ،
واضحت وسائل اعلامنا العمومي وبعض شركائها ، يستدركون ما فاتهم من تغطية للثورة الأصلية فيغطون بحمق الاستبداد وعمائه الثورة الموازية ،
ولكن هل يستطيع قليل من الصدق امتصاص كثير من الكذب؟
هل يستطيع الصدق ان ينجو بنفسه من غزوات الكذب؟
هل يمكن صنع اليات جديدة صادقة لمواجهة الكذب .؟
هل ينجح رفع شعار اصدق اصدق اصدق
حتى لا تفقد مصداقيتك عند الناس ،؟
هل له القدرة على التغلب على الشعار الموازي : اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ،
ماذا لو تكررت الكذبة الف مرة ولم نسمع صدقا الا مرة ؟
هل قوة الصدق مرة تتغلب على كذبة تعاد الف مرة ؟
هل يزهق الصدق الكذب ولو بعد حين ؟
هل نصل يوما الى الاقتناع بالمقولة التالية : اكذب اكذب اكذب : لن يصدقك الناس ؟
ولن ينتخبك الناس ؟
الم يمت "قوبلز "صاحب النظرية منتحرا بعد ان دس السم لأبنائه وزوجته فقتلهم جميعا حتى "لا يشمت فيهم عدوّ بعده " على حد تعبيره ؟
ام هل نقف يوما على مسيلمة يعترف على لسان احمد مطر فيقول :
بِملءِ رغبتي أنا
ودونَمـا إرهابْ
أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّابْ!
وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـةْ
أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـةْ
وأَدّعي أنّي على صَـوابْ
وها أنا أبرأُ من ضلالتي
قولوا معي: إ غْفـرْ وَتُبْ
يا ربُّ يا توّابْ.

الأستاذ عمر الرواني : محامي وناشط سياسي

الخميس، 31 مايو 2012

دقت ساعة الزحف على طوابير الفساد...



ها قد دقت ساعة الزحف على طوابير الفساد....

خبر عاجل بعد القضاء... الحكومة تقيل 63 موضفا في الديوانة ثبت تورطهم في ملفات فساد...

الفرق واضح بل يمكن القول انه شاسع مثل الفرق بين طرفي الزاوية ألمنفرجة ..بين ساحة القصبة حاضنة الاعتصام الأول والثاني في مسار انجاز مطالب الثورة والتصدي لمشروع الثورة المضادة التي قادها الغنوشي। وبين الدهاليز السياسية التي تفوح منها رائحة طبخة اسقاط الحكومة التي انطلقت في مشروع التطهير وإسقاط رموز الفساد المالي والإداري المتمترسين اليوم في مواقع صنع القرار والمتوثبون لإعادة المسار الى الوراء يقود قاطرة الردة فيه جرحى الانتخابات وبقيا نظام الاستبداد , ففي تلك الايام كانت القلوب متحدة والنفوس معبأة بالروح ألثورية التي تمنع دون ترتيب قيام الثورة ألمضادة كانت الوحدة الوطنية متجلية بكل معانيها، سلوكا لا قولا، عملا لا شعارا، منصة واحدة تستوعب اتساع الساحة لكل الافكار والاديولوجيات وحدتها يومها شعارات الثورة بإسقاط النظام ...حل التجمع ...و قيام مجلس تأسيسي... وتطهير البلاد من الفساد ، نقابيون ..سياسيون اسلاميون وبجانبهم يساريون وقوميون ..اختلفت المشارب والتوجهات وتعددت، لكن الروح واحدة، والمضمون واحد، تستطيع أن تتجول بينها فلا يمكنك التمييز، لأن ما تسمعه هنا، هو ما تسمعه هناك، اختلفت الألفاظ لكن المضمون واحد، توحد الجمع على اختلاف التوجهات والأيديولوجيات على هدف واحد " الشعب يريد ..
لكن في انطلاق مطلب التطهير الذي هو استحقاق ثوري اختلف الأمر، وتعالت الأصوات هنا وهناك وتنكرت قوى لمطلب الشعب الذي توحد عليه في القصبة و تباينت الأيديولوجيات، والرؤى، والمطالب، والأهداف، فكان المشهد خليطا من الناس لم يجمعهم سوى مكان واحد ساحة القصبة، وفقدت روح الوحدة، حتى صرت تستشعر أن هؤلاء ليسوا اولئك الدين كانوا معتصمين في ساحة القصبة ..
ودخل في اللعبة أطراف لم تكن ترى من هذا العمل سوى أنه إما جريمة كبرى في حق الثورة ، وإما هو لعبة كبيرة تودي بأصحابها إلى الهلاك المحقق لا محالة، والكل الآن يدعى وصلا بليلى، ولكن ليلى لا تقر لهم بذاك..
الضغط الشعبي مطلوب لتحقيق مطالب الثورة، فما زال الكثير منها لم يدخل حيز التحقيق، لكن لابد من صحوة ضمير تزيل النفاق وتغليب المصالح الشخصية على المصالح العليا للوطن، وإلا فالتطهير يجب أن يطال هؤلاء أولا
محمد المولهي
نقابي وناشط سياسي

طهر يا لمطهر... او السيد الوزير و قرار التطهير....




السيد الوزير ...وقرار التطهير..

قرار السيد وزير العدل نور الدين البحيري باعفاء 82 قاضيا من مهامهم هو القرار الأكثر جرأة وشجاعة وثورية على الاطلاق منذ هروب الرئيس بن علي ، بعد جرأة السيد فرحات الراحجي من قبله في اتخاذ قرار تنحية عدد كبير من كبار ضباط الشرطة ، وهو ايضا القرار الأهم منذ تأسيس دولة ما بعد الاستعمار الفرنسي المباشر في تونس والى حد اليوم فلم تشهد بلادنا في تاريخها القريب وحتى البعيد _لو شاطرني في ذلك المؤرخون_ اعفاء لهذا العدد الهائل من القضاة من مناصبهم صبرة واحدة بقرار وزاري على خلفية ملفات فساد محفوظة بالوزارة وبعد تحقيقات وابحاث مطولة ،
وقد علل السيد الوزير قرار الاعفاء بانه " بعد ان ثبت بما لا يدع مجالا للشك وبعد ابحاث مستفيضة ان هناك من تمادى وللاسف الشديد في الخطأ وتجاهلوا ما وهبتهم لهم الثورة من فرصة لمراجعة انفسهم اضحى من الضروري انهاء هذا الوضع الشاذ ووضع حد لكل ما يمكن ان يمس من شرف القضاء وهيبته ونزاهته ويضع مصداقية القضاة ومؤسسات الدولة بصفة عامة موضع شك وريبة ،
وان القرار ياتي انطلاقا من حرصها على مواصلة تحقيق برنامج اصلاح المنظومة القضائية العميق والشامل والمتعدد الابعاد مؤكدة أن اعلاء مكانة السلطة القضائية وتحقيق استقلاليتها واسترجاع ثقة العامة فيها يحتاج الى وضع حد لاثار وافرازات نظام الاستبداد والفساد وذلك برد الاعتبار للقضاة الشرفاء الذين عانوا من الظلم والاقصاء والتهميش ومساءلة المشتبه فى ارتكابهم لتجاوزات أخلت بحسن سير المرفق وشرف القضاء ومست من اعتباره ومكانته...
.واضاف السيد الفاضل السايحي _ديوان وزير العدل _ بان بقاء هؤلاء القضاة في مهامهم لحد الآن اساءة للقضاء ومس من هيبته ، وان الشعب لا يمكنه ان ينتظر اكثر في ميدان حيوى كالقضاء الذي كان من المفروض الا تتاخر القرارات بشانه لحد الآن لما له من دور مستقبلي سواء فيما تعلق بملفات الفساد العالقة او ببناء دولة القانون المرتقبة ،
ولئن انشرح لهذا القرار صدر الشعب باكمله الذي شعر انه ايذان ببدء تحقيق اهداف الثورة ، ومؤشر لاعادة الثقة لهذا القطاع وتهيئته ليصير سلطة حقيقية في البلاد ، وانشرح ايضا صدر السادة القضاة عموما والذين طالما نادوا بتطهير القضاء واعدوا قوائم للغرض من زملائهم الفاسدين ومنهم من ساهم في طردهم من قاعات الجلسات في الايام الأولى للثورة ومنهم من ساهم برفع العرائض لوزير العدل ضدهم بامضاءات جماعية للمطالبة باعفاء هذا القاضي او ذاك ، وانشرح ايضا صدر المحامين الذين طالما كانوا شهودا على فساد هؤلاء واكتوت به نار موكليهم ، وانشرح عموما كل من له صلة بالعدالة من قريب او من بعيد ، وخاصة المتقاضون الذين نزل عليهم الخبر بردا وسلاما الى الحد الذي جعل البعض منهم يتهور في التوجه الى منازل القضاة المعفيين ويتهجم عليهم ،_منزل وكيل جمهورية سليانة _ ،
وانشرح ايضا صدر كل مناضل ينادي بتطهير القضاء ، خاصة بعد تداول اسماء القضاة المخلوعين في قائمة اولية قد تليها قوائم اخرى وما اتضح من خلالها من ان شبهات كثيرة تحوم حول هؤلاء وهي محل اجماع العام والخاص ، واكثرهم ان لم يكن جلهم مشمولون بالقائمة التى اعدتها جمعية القضاة التونسيين ، الا ان هذا الاعفاء المؤذن ببدء المحاسبة لا في ميدان القضاء فقط ، وان كان له شرف السبق ، ولكن في كل القطاعات الأخري ،
اذ لم يرق لعدة جهات وعلى راسها نقابة القضاة التى تأسست بعد الثورة من قضاة محسوبون في اغلبهم على التبعية للنظام البائد ومن مؤسسيها من كان ساهم في الانقلاب على جمعية القضاة عام 2005 بايعاز من السلطة ، وهي التى تاسست اصلا كردة فعل على بروز جمعية القضاة ومناداتها بالمحاسبة في سلك القضاء ، فكانت بمثابة جمعية للدفاع الاستباقي عن النفس اكثر منها جمعية للدفاع عن كل القضاة ، فقررت النقابة بالامس الاضراب المفتوح عن العمل ، استبشر به المعفيون كثيرا لكن لا اعتقد انهم استبشروا بطلب النقابة احالة ملفاتهم على القضاء ،
ولا ندرى لحد الآن مدى الاستجابة لهذا الاضراب والى أي حد سيتواصل ،
خاصة وان الهيكل الآخر الأكثر تمثيلية للقضاة "جمعية القضاة التونسيين " التى بدت في الاول مترددة في قبول القرار متعلله بغموض الطريقة التى اخذ بها وبعدم ترك الأمر للقضاة ومحملة المجلس التأسيسي المسؤولية عنة لتباطئه في تكوين الهيئة الوقتية المشرفة على اصلاح القضاء المنصوص عليها بالقانون المنظم للسلط العمومية ،
و ربما كان ذلك الموقف من الجمعية تحت تاثير العاطفة فقط وعملا بمبدا النصرة للزمالة "انصر زميلك القاضي ظالما او مظلوما " ،
الا انها تداركت الموقف وشعرت بمدى التناقض الذي سيهزّ موقفها لو دخلت المواجهة بعنف في جانب القضاة المفصولين ، وهي التى ناضلت لسنين طويلة من اجل هذا المطلب فكان سبب بطولتها وصمودها في وجه الدكتاتورية من جهة ، ومقياس مصداقيتها عندما تمسكت به بعد الثورة بشراسة وطالبت بالاسراع به وصل حد تصريح رئيسها آنذاك على الهواء مباشرة " انه اتصل مرة بوزير للعدل او مسؤول في وزارة العدل فاخبره ان المعلومات التى لديهم تشير الى ان 80 بالمائة من القضاة في حاجة الى تاهيل "
فلن يكون معقولا ان تتجند الجمعية ضد قرار الاعفاء وهي التى رفعت شعار تطهير القضاء بعد الثورة وصل حد بيانات نارية ووقفات احتجاجية في عهد حكومة الغنوشي والسبسي ،
ولربما تميز موقف الرئيسة الحالية للجمعية بغموض وتحفظ كبيرين حول القرار في الأول يفهم منه الميل الى مساندة الاضراب ، وذلك لما اشارت الى ان الجمعية "ليست ضد مبدا الاضراب"
ولكن لاحظنا تراجعا واستدراكا سريعا وصل حد اصدار بيان تصرح فيه الجمعية انها لم تدع اليوم الى أي اضراب مثلما قد يتبادر الى الذهن ، بما يوحي بان الجمعية وانصارها من السادة القضاة مرتاحون لهذا القرار في قرارة انفسهم ولكن بمزيد من التحفظ ، اعتقادا منهم بان ذلك قد يساعد على تثبيت هيبة القضاء
بعض كتبة المحاكم مستاؤون ايضا من قرار السيد الوزير وقد صادف ذلك اضرابهم اليوم عن العمل بدورهم لتحسين اوضاعهم المالية ربما شعورا منهم بضعف مردوديتهم الانتاجية بعد الثورة خارج الاجرة التى يتقاضونها من وزارة العدل بعض المحامين مستاؤون ايضا لهذا القرار ، لعل الاسباب تظل مجهولة لدينا ، ولكن ثمة مؤشرات خطيرة تدل على تورط هؤلاء في دعم منظومة الفساد عموما فمنذ مدة غير بعيدة اقدم بعض الزملاء على امضاءات مساندة وشهادات زور بنضافة وكيل جمهورية سابق ، واستعدادا للشهادة بذلك امام تفقدية وزارة العدل باعتباره مثالا لهم في الاستقامة وحسن السلوك ، وفوجئنا الآن بان اسمه ضمن قائمة المعفيين ، (تجدون رفقة هذا المقال صورة لامضاءات هؤلاء ونص ما امضوا عليه ) والحقيقة ان الفساد في الاسرة القضائية فيه عدة شركاء لا يفسد القضاء الا بفسادهم ويجب ان تطالهم اجراءات التطهير، ولعل الحسابات الانتخابية في قطاع المحاماة ، وعدم استكمال تطهير تنقية القضاء بالنسبة للعدول وعدول الاشهاد والخبراء تعقد من مسالة المحاسبة في هاته القطاعات المساعدة للقضاء ، اما عن مدى شرعية قرار الاعفاء ذاته ، فربما استند الى شرعية ثورية واخرى قانونية ،
فأما الثورية فتتمثل في ان احد شعارات الثورة كان تطهير القضاء ولا فائدة في مزيد التذكير بان بعض القضاة هرب من وقفة مساندة للثورة في قاعة الجلسة دعت لها زميلته ومنهم من وقع طردهم من قاعات المحاكم ، وهربوا مذعورين من غضب الثوار ليس فقط خارج ردهات المحاكم او الى ديارهم ولكن الى خارج الوطن _مثل محرز بوقا _ وظلوا مطاردين من قبل جماهير الشعب الغاضبة في حين ان اغلب القضاة (المعروفون بنزاهتهم كالسيدة القارشي وكيل رئيس بالمحكمة الابتدائية بالكاف ) كانوا يسيرون جلساتهم في جو يغيب فيه الأمن بالكامل بعد 14 جانفي بايام قليلة جدا ولم يتعرضوا لأي مضايقة على الاطلاق ،واي اذى ،
واما القانونية فان القانون المؤقت المنظم للسلط العمومية ، لم يلغ ما منحه القانون لوزير العدل من ممارسة السلطة التأديبية واقتراح اعفاء من يجب اعفاءهم من قضاة طالما ان الهيئة المنتظرة التى سيكونها المجلس التاسيسي للاشراف على المنظومة القضائية لم تر النور بعد ،
خاصة وان المعلومات المسربة لحد الآن تؤكد ان عددا من المعفيين تضمنت ملفاتهم اعترافات بالفساد وادلة قاطعة عليه ، ( منهم من اشترى عقارات بمآت آلاف الدنانير وابرم عدة عمليات عقارية في ظرف ايام معدودة وهو لا يملك الا مرتبه ولم يبرر مصدر ثروته )
وقد خير البعض منهم بين الاستقالة لحفظ ماء الوجه وبين الاعفاء فخير الاعفاء ، وانهم _ المعفيون _ ولئن استبشروا كثيرا بقرار الاضراب المفتوح من النقابة المدافعة عنهم فانهم قد يرهقون كثيرا بموقفها الداعي للمحاكمة اولا ، فلربما خيروا : عودة للعمل وعفا الله عما سلف.
لذلك فقد مارس السيد وزير العدل سلطاته القانونية والشرعية طبق قانون 1967 في القرار الذي اتخذه ، وهي سلطات واسعة موروثة عن التوجه اللاتيني الفرنسي الاستعماري والتى طالما سلطها نظام بن على القضاة لترهيبهم وتركيعهم ومعاقبتهم ، وهاهي الآن تخدم منطق الثورة مؤقتا في انتظار الجنوح الى النظام الانقولوسكسوني الذي يعطي استقلالية وقوة اكثر للقضاة في مواجهة السلطة التنفيذية ،
وفي كل الأحوال فان الأمر ما يزال بيد القضاء ، فلا شك ان قرارت الاعفاء فضلا عن المهلة التى اعطاها وزير العدل للمعفيين للتظلم لدى رئيس الحكومة المقررة بثلاثة ايام من تاريخ اعلامهم بالقرار، فهي في النهاية قرارات ادارية تأديبية يمكن الطعن فيها لدى المحكمة الادارية التى يثق التونسيون كثيرا في احكامها التى كانت منصفة وجريئة عموما قبل الثورة ولن تكون الا كذلك بعدها .
ولعل ما يثير القلق بهذا الصدد هو ان هاته القائمة الأولى لم تشمل عددا من القضاة المتوقع ترؤسهم لقوائم الفساد وهم معروفون جيدا كل في الجهة التى يعمل بها ، فلا ندري ان كان ذلك لنقص في الادلة بعد حرص الوزارة على " اللاّ تظلم احدا " ، ام لأولوياتها وحساباتها السياسية كالتركيز مثلا في قائمتها الأولى على القضاة اصحاب الأقدمية لرصد ردة الفعل لدى القضاة اولا ، ولتفادي مواجهة مفتوحة مع كل ممثلي القضاة نقابة وجمعية ، وبداية جولة مع النقابة ذات المصداقية المحدودة لدى غالبية القضاة وخاصة الشباب منهم وبعض الاجيال التى سبقت ، ولكن ما يطمئننا ويؤرق قلة قليلة من القضاة ( بضع عشرات من بين آلاف ) وبعض مساعدو القضاء من محامين وكتبة محاكم وخبراء وعدول اشهاد وغيرهم من متقاضي السوء هو اعتبار هاته القائمة اولية أي ثمة قائمة او قائمات اخرى في الأفق ،
اما ما يزعج حقيقة هو ما قد يلوح من تتردد الوزارة في تنفيذ قرارها او التراجع فيه كليا او حتى جزئيا ، فقط تحت تاثير ضغط النقابة وبدون مبررات جدية ، فسيكون لذلك اثر كارثي على مصداقية الوزارة وعلى مصداقية حكومة الثورة برمتها وعلى مستقبل البلد عموما ، وايذان بانهيار المشروع الوطني برمته ،
ويأمل التونسيون الا تتراجع وزارة العدل عن هذا القرار تحت أي ظرف كان وان ينسج باقي الوزراء على منوال السيد نور الدين البحيري لنتحدث بعد ذلك عن ان الثورة حققت اهدافها في التخلص من رموز الفساد في كل القطاعات . وان مدى فشل أي ثورة او نجاحها يبقى دوما في مدى انتصارها على مواقع الفساد والفاسدين والا فانها الردة المدمرة التى قد تؤدي الى حرب أهلية طاحنة .

الأستاذ عمر الرواني



محامي و ناشط سياسي

الثلاثاء، 29 مايو 2012

من يركب حصان طروادة...



من يركب حصان طروادة...

تدكرني الاحداث التي يعيش التونسيون على وقعها اليوم وهم ينضرون الى السلفيين باستغراب و حيرة وخوف و كانهم كائنات قمرية بفرق الملتحين بالجيش الجزائري التي كونت خصصيصا لزرع الفوضى في البلاد فقد كانوا ينتشرون في ارياف و قرى الجزائريقتلون الاطفال و النساء تم ياتون بالطابور الخامس- الاعلام - ليكمل المهمة॥حدث دلك في التسعينات في الجزائر الشقيقة و اخشى ان ما بدا الان يتكشف عندنا في تونس هو سيناريو مشابه جدا..
ان استعمال التيار السلفي اليوم لتحريك الفوضى في البلاد له دلائل خطيرة ومنعرج هام لإجهاض المشروع الانتقالي الذي بدأت بوادر تحققه في مراحله النهائية والإعلان عن رزنامة الاستحقاقات الانتخابية بعد الانتهاء من كتابة الدستور ॥
الكل يعلم ان التيار السلفي واسع الانتشار وغير منظم وليست له مرجعية فكرية محددة ولا قيادة موحدة ولا يعتمد على تنظيم مهيكل وبذلك يسهل اختراقه ...
وبالرجوع الى ما قبل الثورة وبالتحديد السنوات التي كان يعتقد انه تم الاجهاز على الحركة الاسلامية التي قادت المشروع الاسلامي في الثمانينات من القرن الماضي بشيء من الحكمة والتنظيم وبعد أن انتهت المواجهة المباشرة التي امتدت الى أواخر التسعينات انتقل النظام النوفمبري في مخططه الى المرحلة الثانية التي تعتمد على احتياطي من هذا التيار الذي تم اختراقه لاستعماله في تقوية حجته في مقاومة الإرهاب الأصولي لاستعطاف المجتمع الغربي بقيادة أمريكا قائدة مشروع مقاومة الارهاب بعد هجمات11 سبتمبر واستدراج المؤسسات المالية الداعمة للأنظمة الملتزمة بالتصدي لهؤلاء ..
وإذا عدنا للأيام الاولى التي تلت الثورة وخروج هؤلاء مع مكونات المجتمع للتصدي لمشروع الثورة المضادة التي قادها الغنوشي والمبزع للالتفاف على الثورة التحم هؤلاء مع الثوار في القصبة واحد واثنين وهنا رأينا نماذج من مكونات القاعدة الشعبية لهذا التيار وبعض القيادات وتحادثنا معهم وشخصيا وقفت على مدى ضعف هؤلاء سياسيا وحتى دينيا في تفسيرهم السطحي للدين وحتى بعض المسلمات العقائدية ....زد على ذلك ان الاغلبية لم يمارس السياسة قط وكان في مراحله الأولى للالتحاق بالتدين بعد توبته وإدراكه الايمان بعد زلاته المتعددة في مقارعة الخمارات واستهلاك المخدرات أو التورط في جرائم اخلاقية ادت به الى السجون وهذا ليس بالتجني على هؤلاء ولكن لتتوضح الصورة عندنا ليتأكد لدينا ان لاختراق ممكن جدا لهؤلاء ويمكن التحرر تنظيميا والمبادرة الفردية في تقاطع مصالح مع قوى تقود اليوم الثورة المضادة مرة أخرى والسلفيون هم حطب المحرقة بالنسبة اليهم ويسهل استعمالهم في معارك جانبية خاصة بالنسبة للمخلصين منهم الذين يتبنون قناعة مسلمة غير قابلة للنقاش والتأويل تتمثل في محاربة المنكر الضاهر في الخمارات واللباس ودور الدعارة . ...ولكن بالنسبة للقوى الاخرى استعمالها في الاعلام ولدى الاطراف الاجنبية المراقبة للمسار الثوري للإيقاع به ودخوله نفق الارهاب ومحاربة المجتمع ودخول الى منطقة المحذور المحددة ..التكفير واستعمال العنف وحمل السلاح.
هناك فيلق من البوليس السياسي المخترق اصلا للتيار منذ سنوات وخبير به والذي يعمل الآن داخل الجماعة باقتدار والتحق به المطرودون والمتورطون في التعذيب والمتقاعدون الخائفون وهؤلاء لهم دراية كبيرة بتوجيه تحركات الجماعة السلفية وجعلها تحت الطلب كلما دعت الحاجة الى دلك وبمقابل طبعا .
الفئة الثالثة الاخطر التجمعيون التائبون الذين التحقوا لغسل عظامهم من الرجس الذي علق بهم طيلة نصف قرن ولهؤلاء حاجة وحويجة في التحاقهم بهذا التيار الذي يوفر غطاء وحماية من المتابعة والإقصاء وإعادة التمركز والانتشار وهؤلاء جاهزون لقيادة التحركات لخبرتهم الميليشياوية وقدرتهم على التعبئة واليوم يتقاطعون مع التيار في تقويض المشروع والإجهاز عليه لان اكتماله يهدد كيانهم ويعجل بفتح الملفات العالقة في شأنهم .
الفئة الاخيرة هم بالتأكيد التيار اليساري الخاسر في العملية الانتخابية و هم يعتقدون ان الخيار الباقي عندهم لتقويض المسار هو العنف الثوري والتيار السلفي يسهل تعبئته واستعماله في المعارك العنيفة والحرق ونشر الفوضى ويكفي اشتعال خلاف جانبي او بث اشاعة تستفز هؤلاء المتوثبون للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف لتكمل الخلايا الثورية المهمة وتصديرها للاعلام المتحكم فيه ليفعل فيها ما يلزم والحوادث الاخيرة شواهد على ما قلته
محمد المولهي


نقابي و ناشط سياسي

الجمعة، 25 مايو 2012

الضباع تعود هدا المساء...




الضباع تعود هدا المساء ....


فى كل الثورات المنتصرة ...هناك ما يسمى بالثورة المضادة و يقوم و يخطط لها عدد من اتباع الحاكم المستبد المخلوع و المستفيدين منه و أعوانه ، و أحيانا قد تنتهز الفرصة و تنجح مثلما حدث فى حالة الثورة الفرنسية فى احدى مراحلها و مثلما حدث فى الثورة المضادة على ثورة مصدق فى ايران و التى نجحت الى حد اعادة شاه ايران مرة أخرى وقتها بالشكل الذي جعل الشاه وقتها يقول لروزفلت " ( ممثل المخابرات الامريكية ) :" إنني مدين بعرشي الى الله ثم الى شعبي ثم اليك " و كان صائبا فى الجزء الأخير فقط ! و في تونس .. شاهدنا كلنا اتباع نظام بن على و هم يشيعون الفوضى بعد هروبه فى الايام التى تلت السقوط لمدة شهر قبل ان تتكشف الحقيقة و يتضح ان بعض من رموز النظام القديم الذين قادوا السلطة كانوا يحاولون قيادة الثورة المضادة لكن اعتصام القصبة واحد واثنين أسقطوا هذه الفلول । كانوا وقتها يستميتون في اقناعنا بأنهم لن يعيدوا بن علي ॥ بل فقط لإستمرار نظام بن علي بشكل آخر اكثر تطورا او عودة بشكل جديد او مختلف و بالطبع لا حاجة للقول هناان السيناريو القادم ليس من قبيل التخيل المطلق ( و ستجدون بأنفسكم ان الأمر اكثر تعقيدا من خيال اي شخص او قدرته على الاختلاق , مهما كان عبقريا ) بل هو اجزاء و شواهد وأحداث ووقائع مؤكدة عايشناها ولا زالت تنكشف لدينا الصورة كاملة بعد بحث مضني فى المؤشرات لنتأكد مما قلناه وحذرنا منه و لا استطيع الجزم بوجوده 100 % ॥ و لكنني شخصيا متيقن انه حقيقي ॥ و لكن وجدت ان افضل ما نفعله للتأكد هو أن نقوم بعرضه عليكم نعم ॥ سأعرض السيناريو تفصيليا و بعدها يكون الحكم لكم : اذا كان هذا ممكن ؟ أو هذا صحيح ؟ او هذا متوقع ؟

* الصورة الكاملة : بعد نجاح الثورة و بدء حصارها لعدد من رموز و قيادات النظام و بقاء جزء منهم ينتظر المحاسبة قرر عدد منهم أن يبادر بالهجوم اتباعا لمبدأ " الهجوم خير وسيلة للدفاع " و اجتمعت الضباع الجريحة على عدة طوائف متفرقة يجمعهم انهم من رجال النظام المطلوب انهاؤه : ضباط فى جهاز البوليس السياسي تحركهم روح الانتقام و الخوف من المحاسبة على عهود تعذيب والتنكيل بالمعارضين وخاصة الإسلاميين, رجال اعمال فاسين معرضون للمطاردة و المحاسبة و المحاكمة ,قيادات كبرى و صغرى فى التجمع المنحل وجدوا أنه يصعب عليهم التلون فى ظل النظام الجديد و فى ظل جيل من الثوار لديه انترنت يوثق كل ما جرى و كل كلمة قالوها سابقا ولن يصدقوا فرية الأحزاب المستنسخة من الأصل والمتوثبة من جديد لاسترداد العرش , قيادات اعلامية ( بعضها ما زال موجودا ) ينتظر اقالة بين ليلة و اخرى على الرغم من تمترسه وتغيير جلده والتدثر برداء الثوري والحداثي والديمقراطي , بعض المسئولين والإداريين من كبار الوظائف الحاليين فى الحكومة و فى مواقع حيوية ما زالوا فى مواقعهم ينتظرون مصيرهم منهم مديرون عامون وكتاب عامون للولايات ومعتمدون في الجهات .... و بعد اجتماعهم , تقررت الخطة لتحقيق عدة أهداف متفاوتة المدى :

الدفاع عن صورتهم بشكل عام و ازالة اتهاماتهم اعلاميا وتجنيد قوى سياسية ونخب متورطة تتحين الفرصة لتصفية حسابات الانتخابات التي لم تكن في صالحهم , هؤلاء ينشطون بكثافة في تحالف معلن أحيانا وآخرى خفي في اطار تقاطع مصالح بين تيارات متناقضة دستورية تجمعية يسارية وانتهازية داخليا وخارجيا والتحركات الأخيرة للباجي قائد السبسي الذي اجتمع مع برلسكوني الرأس العالمي للدوائر العالمية المالية الصهيونية والوليد بن طلال المعروف بنفوذه العالمي والخليجي وزيارة قطر الأخيرة تأتي في هذا السياق كذلك لقائه بالسفير الأمريكي ونتائجها أخيرا على الترقيم السيادي الجديد الذي يهدد الاستثمار ويخوف رؤوس الأموال التي تنوي الاستثمارفي تونس وكذلك من شأنه شغل الرأي العام و الثوار عن محاسبتهم على جرائمهم طوال سنوات فى حق الشعب التونسي وتوفير الغطاء المناسب لزيادة الهوة بين الحكومة وبين ا لمؤيدين لها و ربما اذا نجح المخطط الى نهايته قد ينتهى بعودة النظام الحالى و ليس بالضرورة بن علي ॥ بل قد يكون شخصا ما من بني جنسه الفاسد أو حتى اي وجه جديد يضمن حماية اتباع النظام من المسائلة مستقبلا ويتعهد بأن يراهن عليهم في الخفاء ... و لتحقيق هذه الأهداف بدؤوا التحرك على سبعة محاور محددة و بعناية و خبرة تجمع بين خبرات سابقة كبيرة فى مجال الحشد رأينا نموذجا منها في اجتماع المنستير و خبرات أخرى أمنية و استخباراتية فى مجال الحرب النفسية و فى فنون الدعاية السوداء و غيرها ، هذه المحاور هي : المحور الأول : عفا الله عما سلف ॥ستجد كثيرا جدا من الدعوات تملأ عددا من الصحف و الفيس بوك تحمل هذا المفهوم بحجة ॥ عفا الله عما سلف ॥ لا داعي للمحاسبة .. دعونا نبدأ صفحة جديدة .. فلننس الاحقاد .. لتكن ثورة بيضاء للنهاية .. لنلتفت للمستقبل و لا نشغل انفسنا بالماضي و هذه اول خطوة فى توجيه الرأي العام بعيدا عن فكرة محاسبتهم و فى الأصل : لا تناقض ابدا بين الاعداد للمستقبل و المرحلة الانتقالية و الديمقراطية و بين محاسبة رؤوس الفساد و الاجرام بشكل عادل و كامل .. و هو ما يدل على من يروج لهده الفكرة و من ينشرها و لمصلحة من ؟ و بالطبع ليس كل من يتحدث عن هذه الفكرة هو يعمل فى اطار هذا المخطط و انما قد يكون مقتنع بها أو تأثر بها اعلاميا بحسن نية و شعبنا شعب طيب و متسامح । المحور الثاني : زيادة عدد الاعتصامات الفئوية مع شيء من الفوضى وقطع الطرق وغلق المصانع والدعوة للعصيان المدني ! و استطيع هنا أن اؤكد بشكل جازم ان اكثر من 60 % من الاعتصامات هي بإيعاز من هذا المخطط و ليست احتجاجات طبيعية و بعضها يبدو مستفز جدا و حتى نكون اكثر تحديدا تتسم هده التحركات بالهمجية و الفوضى والعنف مما يتناقض مع اخلاقيات الثورة الحضارية التى شهدناها جميعافي القصبة و شهد لهاالعالم كله ابضا سقف مطالبها مرتفع جدا جدا بشكل تعجيزي فى بعض الاحيان , و فى الاغلب تكون مالية القصد منها تعطيل مصالح المواطنين بشكل متعمد و مضر جدا و أناني جدا بما يثير الرأي العام ضد الحكومة و ضد الثورة عموما. المحور الثالث نشر الفوضى واالعنف الغير مبرر هنا بالطبع القصد واضح وهو ان تصبح الصورة فى النهاية ان الثورة دمرت و أحرقت وأتلفت و انها اشاعت الفوضى وان نظام بن علي والتجمع كان اكثر استقرار من هذا ! و من يدرى قد تجد فى هذا المجال من يظهر و يترحم بشكل مصطنع على بن علي وبالفعل رأينا من يطل علينا في وسائل الأعلام ليتحدث عن انسانية بن علي وعبر الصحف رمزا أن بن علي كان ضحية لأصهاره الطرابلسية ॥ المحور الرابع : تشويه صورة المناضلين و كمثال يظهر ذلك فى حملات التشويه التى طالت المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية ومحاولة اهانته من خلال نعته بالمؤقت والساذج والذي يدور في فلك النهضة وفاقد للصلاحيات والتهكم على لباسه وشكله وإدراجه في صورة تحط من مكانته كرئيس منتخب ... وهذا اسلوب نفسي سخرت له وسائل الأعلام المكتوبة والمرأية على السوى وتقودها الفلول بهذه الوسائل التي مازالت تحت سيطرة رؤوس الأموال الفاسدة وتلامذة عبد الوهاب عبد الله الذين لا زالوا يعملون تحت الطلب ...كذلك رئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي ورموز المقاومة للاستبداد أمثال سهام بن سدرين الذين نبشوا في ملفات بن علي المفبركة وتعليقاتهم المخابراتية وتقاريرهم التي استقوها من الاستعلامات للتشويه وكذلك السيد علي العريض و الفيديو الفضيحة الذي حاولوا احياء ماضيهم الاسود بطرحه على شبكة الفايس بوك واعادة قضية باب سويقة التي فبركها بن علي والتهجم على العفو التشريعي العام وقضية التعويض للضحايا .... او على الانترنت ॥ فى فيديوهات لها اسماء على غرار ( الحقيقة وراء فلان ) ( كشف المخطط المستخدم من فلان او صفحة كذا ) او فى عدد من التعليقات لا تعرف مصدرها .اذن هذه هي محاور الخطةالمحور الأول : اسقاط الحساب عفا الله عما سلف ! المحور الثاني : زيادة عدد الاعتصامات الفئوية مع شيء من الفوضى المحور الثالث : اثارة التعاطف حول بن علي والتجمع المحور الرابع : تشويه صورة المناضلين والاستنقاص من شأنهم المحور الخامس : ازالة اتهاماتهم اعلاميا المحور السادس : افساد العلاقة بين الأمن وبين الحكومة و بين الثوار المحور السابع : العودة للحكم عبر عباءة جديدة ! ضع هذه المحاور فقط فى بالك فى الايام القادمة و تابع التعليقات على الانترنت او الاعلام و قل لي كم محورا وجدته منفذا بالفعل ؟ اذا وجدتها السبعة ॥ فمعنى هذا ان المخطط صحيح بالفعل لأنه تأكد من هذه القاعدة : لا يوجد ما يسمى بالصدفة أبدا فى عالم السياسة كما قلت و أكرر سأعرض عليكم تفصيليا و بعدها يكون الحكم لكم : اذا كان هذا ممكن ؟ أو صحيح ؟ هل هذا متوقع ؟ و الأهم هل سينجح ؟ هناك حديث نبوي شريف يؤكد ما معناه انه سيأتى زمان قد يكذب فيه الناس احيانا من هو صادق و يصدق فيه الناس من هو كاذب॥ وقد قال البرت اينشتين : الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر فى العالم , هو فقط : ألا يفعل الأخيار اي شيء ! لهذا اذا اقتنعت و تأكدت - مثلى - بصدقية المخطط القذر هذا فتحرك للقيام بدورك , ليس بنشر المقال فقط , بل أيضا الوقوف ضد من تشعر انهم ينفذون هذا المخطط فى كل مكان , بالفكرة و بالحجة و بالنقاش نعم , أتمنى أن تكون أنت من سيحدد هنا عزيزي القاريء ॥ لأنه انت من سيحمى الثورة , و لا تنتظر أحدا غيرك يفعل هذا لأنك انت الثورة و انت من قمت بها , و انت من سيحميها و يدعمها

محمد المولهي

نقابي و ناشط سياسي