الأحد، 29 أبريل 2012

اعلام مابعد الثورة...الدونكيشوت و طواحين الهواء


اعلام مابعد الثورة...الدونكيشوت و طواحين الهواء


قناة 7 تشد الناطرين
 ان الارتباك الذي يبدو عليه الاعلام العمومي اليوم يذكرنا بالحالة التى كانت تميز نظام بن على في ايامه الأخيرة ، وان نشرات الأخبار التى نراها على شاشتنا تعيد الى اذهاننا سنوات الجلد الممنهج الذي مارسه الاعلام على شعب بأكمله ،


وان حالة التوتر وفقدان الأعصاب هذه توحى بأن الاعلاميين يستعدون فعلا للرحيل او على الأقل هم على يقين بأن ايامهم باتت معدودة ، وأن حلمهم في الاستمرار على العهد الذي كانوا عليه قبل الثورة اصبح امرا غير ممكن ، خاصة في ظل علاقات دولة وطنية افرزها صندوق الاقتراع بعد ثورة شعبية اسقطت نظام حكم كان هذا الاعلام احد اذرعه الطولى الى آخر لحظة في انفاسه ،

وبعد شعور التونسيين بأنه آن الأوان لهذا الاعلام ان يلم حقائبه ويلحق "صانع التغيير" ، وان يتوقف نزيف الاموال التى ينهبها القائمون عليه من عرق ابناء الشعب في حين انهم في حالة اغتراب كلي عن اماله وطموحه ، وهو ما جسده الاعتصام المفتوح امام مبنى التلفزيون الذي قارب شهره الثاني للمطالبة باعلام عمومي جديد في مستوى شعب ثائر ،

ولم يفلح المعادون لتغيير المشهد الاعلامي في فكالاعتصام الا صبيحة اليوم رغم اعتماد كل السبل بدأ بتحريض فاشل للأمن الذي تأهل بسرعة للتعامل مع الاوضاع الجديدة خلافا لكل التوقعات وصولا الى اساليب البلطجة التى يعتمدها المعادون للثورة من اعتداء وحشي على المعتصمين سواء من قبل العاملين بالتلفزيون اوما خططت وجندت شبكة مناصريهم من تجمعيين سابقين او انصار الثورة المضادة ممن يسمون انفسهم بالحداثيين اليائسين من ثقة الناخب التونسي ، واصبح شعارهم غير المعلن جميعا سقط نظام بن على وسقطنا معه الى الأبد ، فلتسقط الدولة وليسقط الجميع ، فعلي وعلى اعدائي ولا معنى للوطنية التى تخذلهم فيها الانتخابات وهم ملاك الحقيقة المطلقة ، ثم اليست الدولة في معتقدهم اصلا عقبة في وجه امتلاك الطبقة الكادحة للثروة والسلطة فلا نحتاج للدولة ولا نحتاج ايضا للسؤال من تكون هذه الطبقة التى يجب ان تتسلم الثروة والسلطة ، هي بالتاكيد ليست العمال الذين يظلون في مصانعهم وفي ضيعاتهم مهما كبرت الثورات ، ولكن سينوبهم تجار الثورة اوالثورجيون الذين نراهم يملؤون موائد حوار الزعاماتية السياسية ،

وما زال التونسيون يذكرون انه حين كان يقتل ابناؤنا في القصرين وسيدي بوزيد وباقي المدن كانت التلفزة تبث اغاني الأمن والأمان ، وتستنجد في حواراتها باليسار " الثوري " بواسطة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ليثمن رئيسها " مختار الطريفي " آنذاك خطاب "فخامة الرئيس " غير عابىء بدم التونسيين الذي كان يسيل في كل مكان ،

ولم يجرؤ أي ممن نراهم الآن يحملون عباءة الثورة من الاعلاميين على اتخاذ أي موقف رجولي وشجاع كالاستقالة مثلا ، بل على العكس كانوا يدافعون بشدة عن بقاء النظام وهو ما كان وما يزال يعني لديهم بقاء شبكة مصالح واسعة تدر عليهم اموالا طائلة من خزينة الدولة لتمويل برامج وانتاجات تافهة لا علاقة لها بانشغالات المواطنين وواقعهم ولا تعبر عن تطلعاتهم ولا تنسجم مع خياراتهم التى عبر عنها صندوق الاقتراع من تمسك بهوية هذا الشعب وتاريخه وانتمائه العربي الاسلامي .كما لا تعبر ايضا عما تتطلع اليه الفئات المستضعفة من اهتمام بمشاغلها الحقيقية وخاصة في مناطق الشمال الغربي المحرومة ، فلم نر مثلا تحقيقا صحفيا واحدا يهتم بعمل صغار الفلاحين او التجار او الحرفيين والمشاكل التى تعترضهم والبحث عن سبل تجاوزها ، والحجة عندهم بعد اللوم دوما "قلة الامكانيات " ،

في حين اننا نرى الامكانيات كلها متوفرة لتتبع نشاط قاطعي الطرق في كل بقعة من تراب تونس وتجرى معهم الحوارات ويعتبرهم المعلق احيانا ابطالا وثوارا ، ويغطى قسم الاخبار نشاطهم في حدود تزيد عن نصف المدة المخصصة للنشرة ، في الوقت الذي يهمل فيه نشاط يهم تطلعات شعب باكمله وانتظاراته قد يقوم به رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او احد وزرائه الذين منحهم الشعب ثقته ، دون الدخول في المجاملات ورمي الورود ولكن ان نسوق الحقائق كاملة ونترك للشعب الحكم ،

ولا شك انه لو جاء هؤلاء الوزراء بغير الانتخاب لراينا بالتأكيد موقف الاعلام العمومي منهم مختلفا تماما ، فعندما خلع بن على زعيمهم المفدى بورقيبة الذي مدحوه طيلة 30 عاما ، خلعوا عنهم فورا جبة "الزعيم الملهم محرر العباد والبلاد وصانع الامة من غبار " ولبسوا عباءة "صانع التغيير" ذلك ان مصالحهم وقتها لم تكن مهددة ولا توجد ثورة شعبية لتحاسبهم ، وتوقف نزيف التمويل العمومي الذي يتمعشون منه ،

ويذكر التونسيون ايضا انه لما كان الشعب ثائرا في كل بقعة من تراب الوطن كنا نشاهد على "تونس سبعة "طول الليل مجموعات قليلة جدا من الميليشيات المخمورة للتجمع سىء الذكر ، اقرب الظن انها هي نفسها التى تقطع الطريق اليوم ، كنا نراها تتراقص وتهلل ابتهاجا بخطاب من كانوا يطلقون عليه " فخامة رئيس الجمهورية " ،

فكيف يمكن لهذا الاعلام العمومي ان يفرط في امتيازاته الجسيمة التى كان يتمتع بها قبل الثورة من "صانع التغيير" ، وما ارساه من ثقافة الانتهاز " اغرف ما دامك في العين " ، لذا فهو يدافع عن عودة تلك الثقافة ويشد الى الخلف دون أية علاقة باي مبدا ، فمبدؤهم الوحيد هو مزيد نهب اموال الدولة وابتزاز تجار السياسة ، ومن لا يقبل الابتزاز يعلن عليه اعلامنا العمومي "الموقر" الحرب ،

ان اعلان الحرب من الاعلام العمومي على ارادة الشعب في التغيير الحقيقي هو بمثابة انتحار لهذا الاعلام ، فهو لم يفهم الدرس من ان ارادة الحياة والحرية لدى الشعوب كالطوفان لا يقف امامها شىء اذا ما تحركت ، ولعل هروب المخلوع في 14 جانفي 2011 اقرب دليل ، ويبدو ان الفرق بين المخلوع واعلامه ان الأول فهم بسرعة ان عليه الرحيل فتجنب سيول الثوار الجارفة والثاني لم يفهم ولم يتعض ، وما زال يعتقد ان الاعلام ملك للقلة الانتهازية التى تسيطر عليه وتتحكم فيه وليس ملكا للشعب كافة بكل اطيافه واختلافه لا تفرقة بين سلفي وصفري ولا بين حداثي او نهضوي ولا بين سكان حي النصر وحي الشريش بالكاف ولا بين حكومة ومعارضة ولا بين جمعية ذات خلفية " حداثية " واخرى ذات خلفية وطنية ، ولا بين مواطن ورجل سلطة ولا بين فلاح او عامل وموطف او رجل اعمال ، ولا فرق ايضا بين عامل بالتلفزيون ومعتصم امام مبنى التلفزة مطالب بسحب الثورة على التلفزة فلكل منهم الحق الكامل في الاعلام العمومي والمهنية الحقيقة تقتضي معاملتهم جميعا على خط سواء وبنفس القدر من الأهمية بحسب ما يقدم كل منهم لمصلحة الوطن ويكون ترتيب الخبر واعطائه الأهمية بحسب اهتمامات وانشغالات غالبية التونسين وليس بحسب الولاء لطائفة معينة هي "مقدم" او "وصي" على باقي الشعب وتلقنه دروسا صباحا مساء في الحداثيات المزيفة ، وهو الذي منح ثقته باغلبية ساحقة للأصالة والهوية رغم كل اشكال الدمغجة ، حتى قيل عنه انه شعب لا يفهم وغير مؤهل للالختيار الحر واستعصى عليهم فهمه كما استعصى على اسيادهم من قبل ، فالشعب في وادي وهم في وادي آخر والهوة تكبر يوما بعد يوم .

ولعل السبب يعود الى انه كان اعلاما ملكيا اكثر من الملك ، فنظرا لحساسية القطاع وخطورة استخدام الاعلام لاطالة امد الدكتاورية والتغطية عليها وتلميع صورتها فقد كان من الصعب جدا قبول اعلاميين للعمل بالمؤسسات العمومية دون التأكد الشديد من قوة الموالاة ل "صانع التغيير" ونقاوتها نقاوة تامة ، ونظرا لقلة عدد هؤلاء الاعلاميين (بضعة مئات " بالمقارنة مع المؤسسة الامنية التى تضاهي الاعلام حساسية مثلا (عشرات اللآلاف ) ، فقد أمكن السيطرة على كل من يدخل الى الاعلام العمومي فلن يكون الا نقيا شديد الولاء لبن على ولثقافته المنحطة ومستواه الهابط ف "دلّت البعرة على البعير" كما يقول المثل العربي ، وغلب الولاء على المهنية والكفاءة في القطاع ، بل لم يكن الصحافيون يشتغلون كصحافيين فكانت التقارير الاخبارية والبرامج الحوارية تملى تقريبا بالكامل من الجهات الأمنية وكان صحفيو الاعلام العموميى في حالة بطالة ، ما عدا البرامج الاستهلاكية التافهة التى لا تحتاج الى أي زاد معرفي ، حتى اننا وجدناهم بعد الثورة الحلقة الأضعف في الحوارات الجارية ويلجؤون كالعادة الى اليسار المنقذ فترى على موائد النقاش السياسي التى يقدمونها مذيعا لا يفيد بشىء ولا يحسن حتى اختيار السؤال لضعف ثقافته وتدني مستواه العلمي والمهني لأن بن علي ورّثه "البهامة والتّسطيك " ... وثلاثة من الانتهازيين ذوى الثقافة التجمعية ...وثلاثة حداثيين من اليسار بانواعه ، و"يفوحوها " بواحد نهضة او مؤتمرا يكون عادة قد قضى عشرية من سنوات السجن في عهد المخلوع لرجولته ووقوفه صامدا امام آلة القمع دفاعا عن الحرية ورفضا للانحناء ،، ليكون متهما امام لجنة تحقيق موسعة مكونة من "شرفاء بن على " وتجار السياسة " الذين يريد ان يصنع منهم الاعلام رموزا ، وعادة ما يهزمهم رغم التوزيع الظالم للكلمة فيلوكون نفس الكلام لساعات ولا يمنح الا دقائق معدودة تكون مؤثرة جدا واقوى حجة واقناعا لصدقها ، يقول الله تعالي " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق "

فلن تنجح رموز الورق المغشوش في شعب ثائر ، فاتهم القطار ولن يستطيعوا تزوير التاريخ لأنه ما زال على مرمى حجر من اعيننا ، ما زلنا نذكره جيدا ولا نحتاج الآن الى مؤرخين ...ونعرف من انتصر للشعب ومن خذله ,,ونعرف من ثار ضد الظلم ومن انتظر حتى انقشع الظلم ليشهر سيف الفتنة ولسان حاله يقول سقط النظام وجاء دور الدولة ...

والمؤكد لدينا ان الاعلام العمومي مستعصى عن الاصلاح ولا يمكنه ان يقدم للديمقراطية ما قدمة لستين عاما للدكتاتورية ولا يمكنه حتى ان يبكي ندما على ما فات ، ذلك ليس لأنه مناضل ووطني طبعا...ولكن لأنه كرة مغلقة تتكون من جنس واحد و من الصعب ايجاد مجموعة وطنية صادقة داخلها تنادي بذلك مثلما حصل في باقي القطاعات التى قاد عملية اصلاحها ابناؤها انفسهم ، لذلك يجب التفكير في استبداله بالكامل ، وهو راي ادى الى تلويح البعض بفكرة الخصخصة القانونية استكمالا لوضعها الفعلي الفئوي ، ، وهذا لا يعني الاستغناء عن الاعلام العمومي بل تأسيس اعلام عمومي بديل جديد ما دمنا في طور التأسيس وذلك ببعث قناة وطنية تكون ملكا لكل الشعب وتمول من المال العمومي ولكن يجب ان تكون لكل التونسيين وليس للتسويق لأي حزب حاكم مهما كان حتى لا يكون العود على بدء ..والحزب الذي يريد بوقا له فله ان يمول قناة من ماله الخاص ويفعل بها ما يشاء ...ويترك قناة الشعب للشعب .

وفي انتظار ان تلفظ تونس سبعة والاعلام العمومي انفاسه البنفسجية وفي انتظار تأسيس اعلام في مستوى طموح الثوار والكادحين والمحرومين وكل ابناء الشعب ، ونشعر انه منا ونحن منه ،،من طينتنا ، يشبهنا ونشبهه ، ولا نشعر ان كل شىء فيه من كوكب آخر بعيد عنا ومن زمن آخر غير زماننا الثورى ، في انتظار ذلك هذه نصيحة لذوى الحساسية الوطنية المفرطة :

الرجاء عدم متابعة نشرات الأخبار وموائد حوار القىء السياسي /مع اعتذاري على فضاضة التعبير / على تونس سبعة خوفا من ارتفاع ضغط الدم ....وهو نصح انقله من طبيب الصحة العامة الذي اكد لي مرات وبكل حزم : ضرورة تجنب متابعة " تونس 07 " ولم يسمح لي الا بمشاهدة الاحوال الجوية وليس في كل الفصول ....ولا تتركوا للفضول فرصة حتى لا تفيد الاحصائيات عندهم ان نسبة مشاهدة القناة البنفسجية تفوق نسبة مشاهدة الجزيرة .....

الأستاذ عمر الرواني .

محام وناشط سياسي





السبت، 21 أبريل 2012

الحاوي و الثعابين و الثورة المضادة





الحاوي والثعابين و الثورة المضادة


الثورة التونسية أصبحت تسير مقلوبة " على رأسها " نعم ما سمعته على أمواج الأثير بأحد الاذاعات الخاصة والتي ولدت من رحم عائلة بن علي شمس آف أم التي كانت تملكها ابنة سيد تونس الأول قبل 14 جانفي والذي أصبح مأسوفا على فراره تستدعي أناسا من المعارضة وعلى رأسهم شخصية دستورية عمل مع المجاهد الأكبر مدى الحياة حيث أنه طلب من المعارضة قبل 14 جانفي ورأسهم الخوانجية الاعتذار اليم وبعد الثورة من الشعب التونسي وعلى رؤوس الملأ نعم الضحية تعتذر من الجلاد هذا ما انجزته الثورة وكذلك كان في الجلسة محلل سياسي مستقل جدا بلون أحمر قاتم يتحدى القانون ولا يعترف به ويحمل الشارع تطبيق قوانين الثورة حتى لا تتقدم القوى الرجعية وتنتهي كما انتهت الدكتاتورية والكل يأخذ مستحقاته من حقبة الاستبداد ولا صوت يعلو فوق صوت الثوار ولا قداسة للقوانين.
في الحقيقة هذا المشهد القاتم اليوم أحالني الى يقين كنت لا أريد ان يتأكد لدي وأنا اراقب منذ شهرين أو يزيد الساحة السياسية وتطوراتها الدراماتيكية الأول أن الأعلام اليوم تخلص من الخوف والاستحياء من ماضيه الأغبر ومضى بالسرعة القصوى ممتطيا ظهر الثوريين الغاضبين من أحجامهم التي لم يقدرها الشعب يوم 23 أكتوبر والثورجيين الذين لم ينجحوا في الإطاحة باعتصام القصبة الثاني عندما جندوا رؤوس الأموال الفاسدة في اعتصام في المنزة تقوده عصابات تزعمت وقتها ثورة مضادة وقودها مناصري حكومة الغنوشي الأولى التي امتصت دم هذا الشعب والكوادر والكفاءات المزعومة التي نفذت في الإدارة وكانت المعول الذي هدم قدرات هذا الوطن وسهل نهبه والتي أصبحت تخاف من الحساب وضياع المصالح وأخيرا الدستوريين والتجمعيين المتلونين كالحرباء عبر نصف قرن أو يزيد والذين هم اليوم يتسللون بل أصبحوا في الواجهة بصفاقة يتصدرون الاعتصامات والمظاهرات جنبا الى جنب مع المعارضة ونخب المجتمع المدني المزعوم وتتوعد وتتهجم على الترويكا وتصف رموزها ووزرائها بشتى النعوت بعد أن توهمت بأن جرائمها ستمحوها الفوضى وخلط الأوراق وهذه فرصتهم اليوم وتزعم السبسي لهذا المحفل ستكون الفرصة المناسبة لهم .
هؤلاء لا لوم عليهم لأن مصيرهم عاجلا أو آجلا سيكون مزبلة التاريخ لأن الشعب ومنا ظلي هذا الوطن المكلوم لن يلدغوا من نفس الجحر مرتين وسيساقون للعدالة حتما لكن نسأل لماذا ينجر سياسيو اليسار المناضل وراء هذا الإخطبوط والسرطان القاتل ؟؟؟ لماذا ينهي مساره بهذا الشكل المخزي حتى نرى رموزا كانت تقارع الاستبداد أمثال حمة الهمامي ورفاقه من حزب العمال الشيوعي تسير جنبا الى جنب مع عصابات المال الحرام من انتهازيين وتجمعيين ودساترة وأطراف يسارية محسوبة على البوليس السياسي الذي تعاملت معه مثل زعيم الحزب اليساري الاشتراكي محمد الكيلاني وبورجوازية تخاف على علويتها وتكبرها أعجبتها الأضواء واكتشفت بهرج الزعامتية أمام عدسات الأعلام المتهافت على الاثارة وصنع نجوم من ورق .
هناك أطراف أخرى خطيرة جدا تتقاطع مع هؤلاء تتخفى وتخترق الصفوف لتخلق أمرا واقع وفوضى وتهيأ الأسوء تلعب مع الأجنبي وقوى لا زالت متنفذة لها معها علاقة سابقة في البوليس السياسي خاصة الذي لم يلعب ورقته الأخيرة وهذه الوثيقة التي تجدونها مع هذا التحليل تسربت منذ أيام تخص شبكة دستورها حول هيكلتها الغير معلنة تفسر طبيعة هذا التنظيم الذي يزعم اقتراح والعمل على الدستور وطبيعة التنظيم ونشاطه والأموال التي يصرفها على الاعتصامات والتظاهرات والحشد في الجهات تثبت أن أجندة جوهر بن مبارك ووالده الحزقي وشركائه مسترابة ولا تتحرك بدون أهداف ولا علاقة لها بالدستور والعمل في الميدان الجمعياتي والمدني ولا بقانون الجمعيات بل تتحرك حسب تنظيم حزبي غير معلن له خلايا وتنسيقيات محلية وجهوية وبرامج للتحرك الميداني في اطار تنظيم سري يعمل على اعداد الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والمواجهات ولا علاقة له بالدستور كما تبينه الوثائق المسربة لهذه الشبكة المرتبطة بأطراف أجنبية وبتمويل خارجي وتخطيط غير معلن ؟؟؟ كذلك آمنة منيف التي سأوافيكم لاحقا بمعلومات ومعطيات عن طبيعة هذا التنظيم الذي تقوده من الداخل وتخطط له أطرافا من الخارج......يتبع
محمد المولهي
نقابي وناشط سياسي

السبت، 14 أبريل 2012




شرادم اليسار و اضحوكة اسقاط الحكومة


بعد مرور اكثر من ثلاث اشهر على تولي حكومة الترويكا السلطة يخرج علينا بعض الاطراف اليسارية بفكرة "اسقاط الحكومة متعللين بتعلات شتى فالمتعقلون منهم يحتجون بضعف اداء الحكومة وعدم احراز تقدم ملموس في الملفات العالقة البطالة والتنمية الشهداء و الجرحى الخ اما المتنطعون منهم فيعلنونها صراحة انهم في عداء تاريخي مع النهضة و ان النهضة هي عدو الشعب و لدلك يجب منعها من الحكم بكل الطرق

ولا حاجة الى كثير من العناء لتبيان ضعف حجج الفريقين فمن التعسف محاسبة حكومة عمرها ثلاث اشهرمهمتها البناء على الخراب و والجميع يعرف حجم الخراب الدي خلفه مايزيد عن نصف قرن من الاستبداد و الفسادوبالرغم من قصر المدة مائة يوم فان الحكومة نجحت في الحفاظ على الاستقرارالدي ادى الى عودةعجلة الاقتصاد الى الدوران بعد ان كانت واقفة تماما والاحصاءات و استطلاعات الراي المنشورة مؤخرا تدل على دلك

في حقيقة الامر ان تقليعة اسقاط الحكومة هي اقرب الى النكتة من اي شيء اخر ومهماتكن خلفية الاطراف الداعية لها و الساعية لتنفيدها فانها تدل على ضحالة التفكير السياسي لديهم و ان بعض الاطراف اليسارية مازالت لم تتخطى بعد مرحلة المراهقة السياسية دلك انهم مازالوا الى يومنا هدا يمارسون السياسة بالضبط كما كاتوا يمارسونها ايام الجامعة سنوات سبعينات و ثمانيننت

من الحماقة الاعتقاد انه يمكن اسقاط حكومة منتخبة بطريقة ديمقراطية في انتخابات شهد لها العالم باسره بالنزاهة والشفافية باطلاق ؤبعض المسيرات هنا و هناك بين الحين و الاخر

اتساءل متى يكبر هؤلاء

ملخص القول: ثم واحد جايطيح في الحكومة ياخي طاح قدرو


الأحد، 8 أبريل 2012




هرب الرئيس... يحيا الرئيس
انتخب السيد منصف المرزوقي رئيسا لدولة ما بعد الثورة ، فهللت الصحافة الصفراء وانهالت على الرئيس بعبارات التقدير في وضع لا يكاد يختلف عما كنا نراه سابقا ، وتذكرت ماضيه النضالي بكل تفاصيله ، وبدأ النفخ في الرجل ، وبالرغم من ان احدا لا يستطيع ان يشكك في التاريخ النضالي للدكتور المرزوقي الا ان ما كتب عنه لا يتسم بالموضوعية ويعيد الى الاذهان تأليه الزعيم وهو ما لم يستطع ان يتخلص منه العدد الأكبر من الصحفيين الذين جبلت اقلامهم على التزلف والمديح للسلطان حتى اضحى مرضا يصعب شفاءهم منه ، لذا فاني وجدت نفسي مظطرا لبسط رؤية اوفى عن السيد الرئيس ، فقد قضى الجزء الأكبر من عمره خارج ارض الوطن ، فقد غادر مبكرا تونس الى المغرب ثم الى فرنسا حيث اتم دراساته العليا في الطب ثم استقر هناك لمدة طويلة تقارب العشرين عام ولم يعان ما عاناه الشعب التونسي من خصاصة ونقص في الرزق ليعود الى تونس في اواخر السبعينات ويدرس في كليات الطب بها (كلية الطب بسوسة ) ، ولم نعرف عنه الا رئيسا او مترشحا للرئاسة بعد ذلك في كل نشاط قام به ، فبرز نجمه كرئيس للرابطة التونسية لحقوق الانسان في بداية تسعينات القرن الماضي ثم كمترشح للرئاسة مع بن علي في عام 1994 وهو التاريخ الذي سجن فيه لمدة اربعة اشهر قبل اطلاق سراحة بتدخل من شخصيات ومنظمات حقوقية عالمية ، ثم رئيسا للمجلس الوطني للحريات في نهاية التسعينات فرئيسا للمؤتمر من أجل الجمهورية في بداية القرن الواحد والعشرين ،ليغادر البلاد مرة اخرى بصفة اختيارية لينفي نفسه في فرنسا لمدة عقد من الزمن تقريبا مخيرا النضال عن بعد ويصرح على المباشر في الجزيرة انه سيعود للنضال داخل الوطن عام الفين و ولكنه لم يفعل الا في 2011 وبعد هروب الرئيس ، ليعلن عن ترشحه للرئاسة منذ وصوله مطار تونس قرطاج ولم يكن دم الشهداء قد جف ، مما تسبب له في توجيه الاهانات اثناء زيارته للمعتصمين في القصبة وسوء استقباله في عدد من المدن التونسية بعد ذلك ، ولكنه اصر على الترشح للرئاسة مرة اخرى بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وتشبث بذلك وشد عليه النواجذ فاستجابت النهضة لطلبه وهي الباحثة عن وجه علماني ترضى به الغرب وتنازل السيد مصطفى بن جعفر لغرور الرئيس مفضلا الجلوس على ربوة مجلس التأسيس ،
وفي اول ظهور له كرئيس عبر المرزوقي عما كان يختلج في صدره ، وقال بان الرئاسة هي اقصى ما يمكن ان يحلم به انسان ، وهي القشة التى افاضت الكأس ، فلم يكن مقبولا في الحقيقة ان يختزل السيد الرئيس حلم مناضل في ان يكون رئيسا ، فالمعتقد السائد ان حلم كل مناضل هو تخليص شعبه من الظلم وان يظل مناضلا ابد الدهر ، ففي حين كان المواطن التونسي ينتظر منه خطابا من قبيل " وليت عليكم ولست بخيركم " و" ان اصبت فاعينوني وان اخطأت فقوموني " وغيره من كلام دال على الشعور بثقل المسؤولية ، راينا رئيسا يفرح بتوليه الرئاسة اكثر من فرحه بثورة شعبه حتى ان البكاء غالبه فاجهش ، كما اجهش بعد ذلك عند ذكر الشهداء ,,وقد كره التونسيون البكائيات الرئاسية منذ عهد " الزعيم " ...
لذا فان بذرة الدكتاتورية موجودة لدى رئيسنا وعلينا الا نذكيها وننفخ فيه مرة اخرى بل على العكس كان من المفروض ان يصدر في القانون المؤقت للسلط نص يمنع على من يختاره المجلس التأسيسي رئيسا للبلاد الترشح لنفس المنصب لولاية اخرى ليس فقط قطعا على السيد المرزوقي المفتون بحب الرئاسة ولكن لنبدأ بتعليم الناس التداول على السلطة وعدم احتكارها وحتى تتساوى حظوظ المرشحين لاحقا ولن تكون افضلية لمن تولى الرئاسة انتقاليا وحفاظا على هيبة وخصوصية اشغال منصب اول رئيس لجمهورية ما بعد الثورة يقع اختياره بواسطة مجلس وطني تأسيسي ، وحتى وان اغفل القانون ذلك وغاب المقترح عن اعضاء المجلس جميعا فكان على السيد المرزوقي ان يتعهد بعدم الترشح للرئاسة لاحقا وهو تصرف المناضل الحقيقي الصادق الذي تتعلم منه الاجيال ومن تضحياته ،
والأمر في الحقيقة ليس حال الرئيس فقط ، وان كان بالدف ضاربا ، بل ان النخبة التونسية اظهرت انتهازية لا مثيل لها ، فالفائزون اظطرب بيتهم الداخلي جميعا بسبب العراك على المناصب فالبعض طفى صراعهم على السطح والبعض الآخر بقي خفيا للضوابط الأخلاقية التى تحكم بعض الاحزاب ، في حين ان الأحزاب الخاسرة لم تتصدع لأنها لا تملك غنيمة تتصارع عليها وعلى العكس ذهبت في اتجاه لملمة شتاتها استعدادا لعراك مستقبلي عن غنائم انتخابات قادمة ، وهكذا نحن ... فمتى تتغير حالنا .
عمررواني حقوقي وناشط سياسي