الاثنين، 18 يونيو 2012

السبسي.النداء الاخير.والجرعة الزائدة..


السبسي...النداء الاخيروالجرعة الزائدة.



الثقة التى بدا عليها السيد " سبسي " في خطابه " الرئاسي " الأخير على قناته الرسمية " نسمة " الملىء بتوجيهات الرئيس بورقيبة المملة وتعابيره المستهلكة امام تصفيق " قدّاشته " ورؤساء شعبه ، بدا لي في تشابه كبير مع خطاب مرشح الحزب الوطني في مصر " احمد شفيق " الذي خاطب به انصاره كرئيس قبل الأوان ، ولئن كان من السهل فهم لغة شفيق باعتباره مسنودا بالجيش المصري الذي ما زال يحكم البلاد ويدير شؤونها بحسب مخطط واضح لاستمرار مصر كحافظ امين للمصالح الصهيو-امريكية ولو على حساب مصلحة الشعب المصري المتطلع للحرية والعاضّ عليها بالنواجذ ،فان الأمر يظل غامضا بالنسبة للسيد " سبسي " ،فرغم فشل كل محاولة اشعال فتيل حرب اهلية مدمرة في تونس ، وفشل استدراج الجيش الوطني للعبة السياسة التى لا ولن ولم تتأقلم مع عقيدته لسنين طويلة ، فضلا عن عدم جاهزيته للحكم ، ورغم الرفض الشعبي الواسع الذي تلقاه كل مبادراته ، اذ لم يدخل مدينة الا وخرج منها مذؤوما مدحورا ، حتى كاد يستنفذ الذكري الطيبة الوحيدة في تاريخه السياسي الأسود وهي ايصال تونس -مكرها لا بطلا - لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي ، والتى يمن بها علينا كل يوم رغم انه كان مدفوعا لها تحت وطأة الثورة التى ما زالت متأججة وقتها ،
وقد فاتته في الحقيقة فرصة تاريخية ليكون رجل السياسة التونسي الوحيد في تاريخنا القريب الذي يغادر الحياة السياسية من الباب الواسع تاركا ذكرى طيبة للتونسيين ، ذلك لو اوفي بعهده باتمام الانتخابات ثم الرحيل عن عالم السياسة ، خاصة وهو يرفع الشعار البورقيبي التجمعي المنكشف زيفه " الصدق في القول والاخلاص في العمل " ولكنه اختار العودة عبر قنوات ضيقة جدا ملوثة جدا (زيقوات التجمع)। رغم كل ذلك فان السيد " سبسي " كان واثقا من عدة امور :


اولها : فشل الحكومة الحالية ، وايراد الأمر كحقيقة مطلقة دون عناء الاثبات ، عدى ما داب عليه كثير ممن لا يريد الخير لبلدنا ، من تحريض ضد السلفيين وكأن مقياس النجاح الوحيد لديهم هو مل ء السجون بالابرياء والمظلومين والعودة للعقوبات الجماعية ।والدخول في دوامة تفتح افق التدخل الاجنبي على مصراعيه ،

ثانيها : أنه الزعيم الملهم منقذ الأمة البورقبية التجمعية ، فهو الذي سيدفع بالعجلات الغارقة في الوحل بحسب تعبيره ، ونسي ان بنيته الجسدية وبنية حزبه الجديد لا تملك القوة الكافية لهذا الدفع ، وأنها استنفذت كل طاقاتها في المشاركة مع النظام السابق في تسونامي الفساد الذي ادى الى ثورة شعبية عارمة ، وشعارها اليوم "الغرق ولا انتم " وهو ما عبرت عنه الثورة في آخر واقوى شعاراتها " خبز وماء وبن على لا "

ثالثها : انه وجماعته سيصنعون التوازن المنشود في الحياة السياسية ومنع استفراد حزب النهضة بالسلطة لسنين طويلة قادمة ، ويبدو انه لا يؤمن بان هذا التوازن محكوم بصناديق الاقتراع ، ولكن محكوم بشرعية جديدة طلع علينا بها السيد " سبسي " وهي بدعة في مجال العلوم السياسية ، وسماها "شرعية الأداء " ، وطبعا هو الذي يقيم هذا الأداء بالارث البورقيبي التجمعي الذي تربى عليه ، فلا معنى عنده لشرعية الانتخاب ، فالاهم منها ان يكون السيد " سبسي " هو الذي يعطي شهادات الرضى ، فالدولة التى يريدها ليست الدولة التى يراها تتشكل ، لذلك فالشرعية الدستورية هى الأقوى في نظره ، وهي الوحيدة القادرة على انقاذ البلد ، رغم انها هي التى اغرقته في الدم والظلم والفقر والجهوية على امتداد ازيد من نصف قرن من الزمن ، وهو وثوق ذكرني بعبارة نظيره المصري المذكور " احمد شفيق " الذي قال باسلوب اكثر ركاكة من اسلوب السيد " سبسي " نحن عائدون شاء من شاء و لم يشأ من لم يشأ " ، ولكن يبدو ان حسابات السيد " سبسي " خاطئة ، فالدوائر الغربية التى يعول عليها كثيرا على ما يبدو ، لن تتحمس لعودته ، لأن دراساتهم الاستراتيجية لا يمكن ان تنزل الى هذا الحد من السذاجة لتراهن على الأوراق المحترقة حتى الرماد ، ولأن لعبة التوازنات تقول وان تونس اليوم اميل الى اللوبي الأنقلوسكسوني ، وهو في صراع مع اللوبي الفرنسي الذي يمثله السيد " سبسي " بامتياز وهو صراع غير معلن ولكنه مرير على النفوذ في المنطقة العربية وفي افريقيا بصفة عامة ،لأنها الأرض الوحيدة التى ما تزال عذراء تحتفظ بكل خيراتها فوق الارض وتحت الأرض ، وان الفريق الحاكم في تونس يبدو انه استفاد كثيرا من هذا الصراع ،ثم ان الغرب عموما يبحث عن حد ادنى من الاستقرار بالمنطقة ، وان صعود السيد "سبسي" لن يساعد على هذا الاستقرار بل على العكس قد يدخلها في حالة من الصراعات الأهلية غير المرغوب فيها حاليا في تونس وهي القريبة جدا جغرافيا وحتى ثقافيا الى حد ما من هذا الغرب ، ولكن الأهم من كل هذا ان السيد " سبسي " الذي يعترف انه لا علاقة له بالثورة التونسية ولم يشارك فيها مدعيا –رجما بالغيب - ان باقي القوى السياسية لم تشارك فيها ايضا ، ما زال يعتقد ان الثورة التونسية غمامة صيف سوف تزول ، وتعود " ريما لعادتها القديمة " ، ونعود للزمن الأول ، زمن الزعيم الملهم الذي عرف كل شىء وراى كل شى مثلما قال الفيلسوف اليوناني متحدثا عن نفسه "je suis Arias a tout vu tout connu " ، ومثلما قال بورقيبة عن الشعب التونسي " ceux sont des poussieres d individus وأنه هو الذي صنع منهم الأمة التونسية ، يجب ان يستفيق السيد " سبسي " من اثرالجرعة الزائدة التي ارتشفها من " سبسيه " ليفهم ان التاريخ لا يعود الى الوراء وان الشعوب العربية وخاصة الشعب التونسي اصبح هو المتحكم في مصيره ومستقبله ، وان له القدرة الكافية على الاختيار وان الدوائر الاجنبية هي جهات مؤثرة فقط وغير محددة واصبحت هي الأخرى تثق في الشعوب وتحترم ارادتها ، ففرنسا التى كانت وزيرة خارجيتها قبل ساعات من سقوط بن على تتوعد التونسيين ، لا يمكن ان تبقى على استراتيجيتها القديمة في التعامل مع شعبنا ، ان احتقار الشعب وارادته ، واعتبار راي السيد سبسي وشرعيته الجديدة التى ينادي بها فوق شرعية الشعب هو امر لا يمكن ان يرشح السيد " سبسي " ومن اجتمع حوله من بقايا التجمع المنحل وبقايا الهياكل العظمية للحزب الدستوري المنقرض مسنودين بموظفي الدولة المورطين في المال العام ورجال الأعمال الفاسدين ، لن يرشحهم لاقامة التوازن السياسي المنشود في تونس । ولا نعتقد أن السيد "سبسي " يخفى عليه مثل هذا الأمر ، بدليل انه يبحث عن شرعية جديدة لم نقرا عنها في ديمقراطيات الدنيا جميعا ، وربما لا نجدها الا في " جمهورية الكوع بوع" الافتراضية للسيد "سبسي ومن معه "


الأستاذ : عمر الرواني
ملاحضة للمناقشة و التعليق على المقال يمكنكم النضمام الى صفحتنا على الفايس بوك
يمكن التعليق على المقال في صفحة بوليس مكتف على الفايس بوك www.facebook.com/bouliss.mkattif









الأحد، 17 يونيو 2012

بوليس مكتف و عسكر كردونة...



في العلاقة بين المؤسسة الامنية و العسكرية ...

بوليس مكتف و عسكر كردونة...


بوليس مكتف ...هذا العنوان المستفز الذي تتناقله اليوم نخب من الساسة المغامرين وجمهور من العامة التابعين ينطبق على البوليس ولا يعني العسكر في شيء ।
فالبوليس مكتف بالسياسة منذ النشأة في دور اعطاه له بورقيبة بعد محاولة الانقلاب سنة 1962 بقيادة الضابط لزهر الشرايطي الذي حكم على العديد من اركانه بالقتل او بالسجن . وقد عمد بورقيبة بعدها إلى تقييد قدرات هذا العسكر واعطى البوليس صلاحية مراقبته في العام 1968، خالقاً بذلك العداوة بين هذين الجهازين .
لتكون فترة حكم بن علي استمرارا لتهميش دور عسكر الكردونة وهيمنه البوليس المكتف باغلال سيده وهوس السياسة ففي مطلع العشرية الأولى لحكم بن علي الذي جاء من مؤسسة العسكر جلب معه ضباطا انتاقهم خصيصا للالتحاق بالبوليس أمثال السرياطي وثلة كانت قد التحفت بهذه المؤسسة من قبل امثال الجنرال بن عمار والهادي بالشيح وبنور وآخرين على المقاس تولوا قيادة مؤسسة البوليس لاحكام السيطرة على البلاد والعباد .
لقد ابتلي عسكر الكردونة في ظل النظام الدكتاتوري السّابق بقيادة عسكرية مأجورة أطاعت هواها و باعت دينها بدنياها،و تخلّت عن مسؤولياتها ،وانبرت تجفّف المنابع و تستأصل النّفس العقائدي الدّيني لدى أفراد المؤسسة العسكرية،إلى درجة إغلاقها المساجد و بيوت الصّلاة في الثّكنات و في المدارس العسكريّة ، وهي مغلقة إلى اليوم وهو تَعَدٍّ صارخ على حقوق الإنسان و حريّة ممارسة الشعائر الدينيّة،وأطلقت العنان لأعوانها في الإدارة العامة للأمن العسكري لتسجيل قوائم للمصلّين،و تسجيل كل من ترتدي زوجته الحجاب واستدعائه للبحث والمساومة والطرد،و تسجيل كل من لا يشرب الخمور،و كل من يؤذن للصّلاة و كل من يصلّي الفجر حاضر و منع أداء صلاة الجمعة لمن يطلب إجازة وقتية لأدائها في وقتها .
وفي بداية التسعينات تطوّرت الأمور لتأخذ أبعادا تراجيدية خطيرة ، لمّا وُلّي عبد الله القلال على وزارة البوليس وعلي السّرياطي الإدارة العامة للأمن الوطني مباشرة بعد انتقالهما من وزارة الدّفاع، و بعد رفض المرحوم الجنرال عبد الحميد الشّيخ وزير الداخلية آنذاك تنفيذ المؤامرة القذرة مؤامرة «براكة الساحل» السيّئة الذّكر، حيث شكّلت ظاهرة استغلال النّفوذ ، و الانتهازية سمة بارزة داخل المؤسّسة العسكرية ، و خاصّة منذ أن طالت هذه التجاوزات النخبه الشّريفة و النّظيفة ذات الكفاءات العالية العالية الملتزمة بدينها أو حتى غير الملتزمة، لتبدأ حملات الإيقافات الكبرى الممنهجة سنتي 91 و 92 في صفوف شرفاء الجيش الوطني ، قصد إفراغه و تهميشه و تقزيمه ، شملت خيرة أبنائه ،تمّ إيقافهم بالسّجن العسكري بالعوينة ، ثم تمّ نقلهم فيما بعد مكبّلين بالأغلال، من طرف زملائهم في السّلاح و وقع التّنكيل بهم في أقبية و زنزانات وزارة البوليس،أين تعرّضوا إلى حملات تعذيب تفوق في فظاعتها ما حدث في سجون أبو غريب في العراق ، و في معتقل «دلتا» في قوانتنامو، بدعوى الانتماء إلى حركة النهضة والتخطيط للاستيلاء على الحكم هذا ما ورد على لسان احد الضباط الشرفاء كان ينتمي لمؤسسة العسكر الكردونة لقد كان الظّلم و الفساد و التآمر و المحسوبية واستعداء الدّين و استغلال النّفوذ و المواقع ، وأصبح في قاموس الجنود و عامّة الناّس عند حديثهم في الخفاء عن كبار المسؤولين في الدّولة عسكريين كانوا أم مدنيين فطالتهم ماكينة الاستهجان اللغوي فنعتوا بعسكر الكردونة كما نعت الاسلاميين بالخوانجية مصطلح يحمل في طياته الاستهزاء بالدين وغول يخوف به كل من حاول التطاول على البوليس صنعه ببراعة عالم الاجتماع المأجور عبد الباقي الهرماسي .
فالبوليس المكتف عليه ان يتذكر دائما ان في تاريخ 17 ديسمبر 14 جانفي كان مطاردا من الشعب منبوذا وعدوا اما عسكر الكردونة وعلى ما اقترفه في حق نخبته كان محل ترحاب من الشعب يستقبل بالزغاريد والورود في كل قرية او مدينة حل بها يتقاسم معهم رغيفهم ويحتمي بهم ويحميهم .
ان الذين يتحاملون على العسكراليوم لن يمسوا هذه المؤسسة طالما بقيت على عهدها بحماية المسار الثوري وتدعيم التحول الديمقراطي ومؤسساته . وهذا العسكر الكردونة سيحمي البوليس الرهينة في يد المغامرين الواهمين باعادة البلاد لقبضة البوليس الذي لم يتعض بدرس ليلة 14 جانفي عندما كان مطاردا ذليلا اما عسكر الكردونة فلينظر غير بعيد عنا وفي محيطنا العربي كيف اصبح العسكر الذي حشر انفه في السياسة والى ما انتهى اليه او يكاد ।
اما انا فاني سأردد كلمة الشيخ الحنا في هرمت من أجل هذه اللحظة التارخية حتى أرى البوليس مكتف والعسكر كردونة
محمد المولهي نقابي و ناشط سياسي



الخميس، 14 يونيو 2012

اضراب القضاة و استمرارية المرفق




اضراب القضاة و استمرارية المرفق


نفّذ اليوم السادة القضاة يوم اضرابهم الأول من الثلاث ايام المقررة ، ولم تدخل الجلسات الا القضايا الاستعجالية المدنية
وتأخرت قضايا الموقوفين في الجنائي (الكاف مثلا ) لشهر كامل قادم تقريبا ولم تعتبر قضاياهم مؤكدة في حين أنهم انتظروا طويلا لحظة الوقوف امام القضاء لعلّه يبرىء الكثير منهم
ولا ندرى الى أي حد ستستمر المسيرة النضالية للسادة القضاة ، فهل بعد مضى ثلاث ايام من الاضراب ستتحقق مطالبهم وهو امر مستبعد جدا ؟
وما هي اشكال النضال المنتظرة ؟
فهل يدخلون في اضراب مفتوح عن العمل ، ثم يعتصمون ثم يتظاهرون في الشوارع ثم ...ثم .. ؟ وهل يطوّرون اشكال نضالهم بالقدر الذي لا يعطّل هذا المرفق الذي يتطلب الاستمرارية ، كأن يهددوا مثلا باستقالة جماعية ويعطون اجلا لتنفيذها ؟
الى أي حد ستظلّ مصالح الناس معطّلة مهما كانت الاسباب مشروعة بنظر المضربين ؟
هل يمكن ان تقتنع ام موقوف بتأخير قضية ابنها لأن السادة القضاة في اضراب عن العمل ، وقد تصادف الجلسة القادمة اضرابا جديدا ، طبق ما قد تقرره الجمعية من اشكال نضالية في المستقبل ، خصوصا وأني لاحظت اليوم تذمّرا واضحا ومعلن من كثير من المواطنين في بهو المحكمة الابتدائية بالكاف ،
اذ لم يستطع جزء كبير منهم ان يتقبل ان مرفق القضاء سيتعطل عن العمل لأيام عدة رغم حساسية القطاع وحاجة الناس الى استمراريته .
يأتي هذا الاضراب في وضع تعيش فيه البلاد وضعا استثنائيا يتمثل في اعتداءات على مقدسات المسلمين وفي اضطرابات متفرقة ومواجهات بين قوات الأمن وجهات اجرامية تبدو منظمة وما تزال مجهولة لدى الراي العام تعتدى على مقرات السيادة من محاكم ومقرات امنية وغيرها ، باسلوب لا يمكن ان ينسب لأكثر التيارات السلفية تشددا ، لأنها تتبنى التغيير بالقتال المسلح وليس باستعمال "المولوتوف" لحرق الممتلكات او استعمال الحجارة للكر والفر مع البوليس ،
وفي واقع نحن احوج فيه الى تعاون السلطة القضائية مع باقي السلط للتصدي لظاهرة الجريمة المنظمة والفردية التى يحركها المستفيدون من الفوضى واستمرار ضعف الدولة بكل اطيافهم ، وللمحافظة على المسار الديمقراطي وانجاحه ولتجنيب البلاد الانزلاق الى صراعات اهلية قد لا تنتهي في الاشهر او حتى في السنين القليلة القادمة ،
وياتي الاضراب ايضا في الوقت الذي تذكرنا فيه وزارة العدل بقانون الارهاب اللادستوري الذي لا يليق مجرد التذكير به من حكومة " الثورة " فضلا عن تفعيل العمل به ، والذي طالما ناضل المذكّرون به انفسهم من اجل الغائه ،
ونحن في الحقيقة في وضع لا يحتاج لأكثر من تفعيل قوانين المجلة الجنائية التى تتضمن ما يكفى من النصوص لحماية الممتلكات والتصدي للجريمة سواء الفردية او المنظمة .
ان تكاتف مجهود كل السلط ، التأسيسية والتنفيذية والقضائية ، والمجتمع المدنى والاحزاب وكل قوى الشعب الحية اصبح مطلبا ملحا لتجنب الرجوع للوراء خاصة واننا ما زلنا بصدد اعادة بناء مؤسسات الدولة بما في ذلك المنظومة القضائية ।



الاستاد عمر الرواني محامي و ناشط سياسي

الأحد، 10 يونيو 2012

الي السيد وزير التربية في حكومة الترويكا..مامعنى الخروج عن النص باللغة التركية....



الي السيد وزير التربية في حكومة الترويكا...مامعنىالخروج عن النص باللغة التركية..

يبدو ان حركة التهضة تخطط لما هو ابعد من الفترة الانتقالية و ان ما سمعناه من تصريحات من بعض قيادييها عن" ان النهضة ستستاثر بالحكم ل15 سنة القادمة على الاقل "عبر صناديق الاقتراع طبعا ॥

كلام له ما يبرره و الا في اي اطار يتنزل القرار الاخير الدي خرج به علينا وزير التربية في حكومة الترويكا السيد رضا عبيد في ما يخص ادراج تعليم اللغة التركية في المناهج الدراسية ابتداء من السنة الدراسية القادمة ...
يبدو القرار اعتباطيا مفاجئا يدكرنا بشطحات وزراء التعليم في عهد بن علي التي كانت تدبر بليل॥فبانظر الى خطورة و حساسية ملف التعليم و ما ينطوي عليه من تعقيدات و تشعبات و تاثيرات على جميع الاصعدة فان اتخاد هكدا قرار بطريقة مفاجئة ومتسرعة يعد عزفا منفردا॥قد يسيء الى صورة الحكومة التي من المفروض ان تناى بنفسها عن مطبات هي في غنى عنها و من المفيد تدكير الحكومة كلما سنحت الفرصة لدلك بانها .. حكومة ثورة...
و السؤال الدي يطرح نفسه بالحاح لمادا نضيف الى وضعنا اللغوي المشوش اصلا لغة اجنبية ثالثة و الكل يعرف و السادة الاساتدة و المربين يعلمون ان تلامدتنا في غالبيتهم يعانون قصورا لغويا ظاهرا للعيان فهم لا يتقنون ايا من اللغات الاجنبية المقررة لا الفرنسية و لا الانجليزية فضلا عن لغتهم الام التي لا يتقنونها بالشكل المطلوب ...و ادا كان لابد من اضافة لغة اجنبية ثالثة ॥ لمادا اللغة التركية ॥॥و ليست الصينية مثلا والصين قد زحزحت اليابان كقوة اقتصادية ثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية॥ و هي مرشحة لافتكاك المرتبة الاولى على المدى المتوسط او البعيد..

فمن المعروف ان اللغة التركية ليست لغة حية و لاتتصدر لغات العالم الاكثر انتشارا فهي تاتي في مرتبة متدنية امام اللغة العربية التي تحتل المزقع الرابع بعد الصينية و الاسبانية و الانجليزية و لا تعد التركية من لغات العلوم و البحوث الاكاديمية مثل الانجليزية و الالمانية و اليابانية ॥

في الحقيقة انه لا يمكن فهم قرار السيد الوزير الا كقرار سياسي بامتياز يندرج ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى تاخد بعين الاعتبار جملة من المعطيات الاقتصادية و الجيوسياسية ॥

-تركيا القوة الاقتصادية النامية جنوب اوروبا ॥فقد نجحت تركيا في فرض نفسها كقوة اقتصادية بتحقيق نسب نمو محترمة في الوقت الدي يشهد فيه محيطتها الاوروبي ازمة اقتصادية خانقة انعكست سلبا على اقتصاديات بلدان ما يسمى بالخاصرة الضعيفة لاوروبا(اليونان-اسبانيا-البرتغال....)

- بعد رفض الاتحاد الأوروبي السماح لتركيا بالدخول في منطقة اليورو، بالرغم من المحاولات المتكررة و الملحة من الجانب التركي।التي كانت تجابه في كل مرة بشروط تعجيزية تماما كشرط العازب على الهجالة ॥ كما يقول مثلنا الشعبي ..الى الحدَ الذي ادركت تركيا أنها لن تتمكن من الانضمام الى اوروبا مهما فعلت، لأن الاتحاد الأوروبي هو نادي مسيحي ممنوع على المسلمين ..

مع وصول حزب العدالة و التنمية الى السلطة غيرت تركيا من استراتيجيتها180درجة و عدلت البوصلة باتجاه الفضاء الاسلامي العربي امتدادها الحضاري التاريخي الطبيعي و عمقها الاستراتيجي الحقيقي محاولة التصالح مع هويتها الاسلامية بعد ان كادت العلمانية الاتاتوركية ان تطمس كل معالمها (لم يسلم نداء الصلاة الادان الدي غير الي اللغة التركية ولا حتى حروف العربية التي تحولت الى اللاتينية ...)

وسرعان ما ظهرت نتائج هدا التوجه في المواقف و السياسات الخارجية॥فراينا و اعجبنا بالموقف التركي المنحاز الى القضية الفلسطينية الدي وصل الى حد التصادم المباشر مع الكيان الصهيوني و الكل يتدكر كيف انسحب رجب طيب اردوقان من مؤتمر دافوس محفوفا بالتصفيق و الاعجاب بعد رده المفحم و البليغ على رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز..

- توافق فكري ايديولوجي بين حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس و حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا فلم يعد خافيا على احد مدى اعجاب قيادات تركيا بافكار و كتابات الشيخ راشد الغنوشي و تؤثرهم بها كما عبرت حركة النهضة على لسان قياداتها عن اعجابهم بالنمودج التركي كمثال ناجح للاسلام المعتدل و الحديث ॥في غياب نمادج عربية و اسلامية يمكن وصفها بالناجحة ॥

- تردد اادوائر الغربية و الاوروبية في دعم الحكومة الناشئة في تو نس لكونها اسلامية بما يعني دلك في الاوعي الغربي من استثارة لمشاعر الاسلاموفوبيا المتراكمة عبر عقود من الزمن بالرغم من رسائل التطمين المتتالية التي بعثت بها الحكومة من اول ايام توليها مقاليد السلطة مما دفع الحكومة الى اولوية تفعيل محيطها العربي و الاسلامي مع محاولة الاحتفاظ بعلاقات طبيعية مع الدوائر الاوروبية و الغربية عموما ॥بما يعني "قصولو يدو جاتو مليحة للطنبور॥

قد يظهر القادم من الايام ان تركيا شريك استراتيجي هام لتونس الثورة الا اننا نحدر الحكومة من مغبة السقوط الى علاقات الهيمنة الاستعمارية فلا ننسى و لا اظن ان الشعب التونسي نسي ان العثمانيين هم الدين سلموا تونس للاستعمار الفرنسي بتوقيعهم معاهدة الحماية و ان العثمانيين هم الدين سلموا فلسطين للانتداب البريطاني الدين فوتوا فيها بدورهم للعصابات الصهيونية ॥ثم الم يقل رجب طيب اردوقان دات يوم ॥اناحفيد العثمانيين

فحداري يا حكومتنا الموقرة ॥لانريد ان نهرب من مضلة الفركفونية وعملاء الفرنكفونية لنجد انفسنا تحت مضلة العثمانية ॥فنصبح وقتها ...كالمستجير من الرمضاء بالنار...


حمادي العبيدي

السبت، 9 يونيو 2012

المدير و ثقافة الطبلة و الزكرة و البندير....




المدير وثقافة الطبلة الزكرة و البندير ...
انتخب صاحب " الشرارة " السيد منجي الفرحاني في الايام القليلة الماضية رئيسا لمهرجان بومخلوف الثقافي بالكاف في نسخته السابعة والثلاثين ، وثبت في موقعه رغم محاولة الانقلاب عليه ، والمنجي الفرحاني هو مخرج سنمائي شاب من جيل القهر السياسي ، اجبرته الظروف على مغادرة البلد في التسعينات من القرن الماضي مثل الآلاف الذين هجروا وقتها لسبب او لآخر ، فهام في الدول الأوروبية ليستقر به المقام في هولندا ويعمل مع مؤسسات اعلامية كبرى مهتمّا بشؤون العرب عموما وفلسطين بصفة خاصة ،
ومنذ اندلاع الثورة عاد الى الوطن ليكون له سبق انتاج واخراج اول شريط وثائقي عن اندلاع الثورة التونسية سماه الشرارة ، وليقرر الاستقرار في تونس والقطع مع تجربة المهجر المرة ،
فهل ينجح السيد الفرحاني بالخروج بالمهرجان من الروتين الذي اصطبغ به أداؤه لسنين طويلة ، هل ينجح في التخلص من الاجترار المملّ لنوع محدد من التراث الذي يركز على اثارة الغرائز والغوغائية ،؟
هل ينهي ما يسمى ب "السهرات الشبابية " التى هي اقرب الى ما يحدث بالنوادي الليلية المغلقة منه الى ثقافة البلد الأصيلة ، مما ادى الى عزوف كبير للاهالي في حضوره وحتى في الاهتمام بالمهرجان اصلا ،؟
هل نشهد قطعا جذريا مع الابتذال وثقافة الاعراس و جلسات الخمر ونوادي الرقص ، وهل نرى " اميمة الخليل " بروائعها النافذة الى اعماق اعماقنا على ركح القصبة بدلا من امينة فاخت التى دوخت الكافية باهتزازاتها الهستيرية ، سواء على وقع ما صم آذاننا وحفظناه عن ظهر قلب مما سمي التراث "الكافي الأصيل" أو حتى على وقع كلمات " شاعر الثورة " محمد الصغير اولاد احمد الذي طالما غنى ورقص لها في حفلاتها ،بعد ان اهداها عدة من قصائده لتلحنها ، ؟
هل تعود الثقافة البديلة الأصيلة المناضلة الملتزمة بقضايا وطنها الى تصدّر المشهد الثقافي ، بعد ان كان همشها وتخلى عنها كليا نظام 07 نوفمبر ،؟
هل نعلن ايذان اسقاط النظام ثقافيا والعودة للأصل وتربية الأجيال تربية ممانعة تحصنها من أي شكل من اشكال الاستبداد والتسلط على المستوى الداخلي ومن كل غزو ثقافي اوفكري تغريبي بمعنى " الغربة "، ويكون لشبابنا شخصيتة المستقلة بذاتها المنحوتة بتاريخها الحقيقي المجاهد المتصل بثقافتنا العربية الاسلامية الراسخة ، والموشّحة بما تركته فينا الثقافات الأخرى عبر تاريخنا الطويل ،؟
هل نصنع ثقافة قادرة على استيعاب الواقع وعلى الفعل في التاريخ ،؟
هل نربي شبابا تربية تخرجه من واقع السلبية المميتة والتقليد الساذج للفتات الثقافي للحضارات الأخرى ،
هل ننجح في نشر ثقافة الانتاج والابداع والاختراع والعلوم والمعارف لديه ، لينافس بها شباب الدول المتقدمة بدلا عن المنافسة في الرقص ، ؟
هل تلحق ثقافتنا بمستوى انجازات هذا الشعب الثورية ، وكان من المفروض ان تكون قد سبقته ،؟
هل يتجه الفرحاني بحكم تكوينه المخضرم وعلاقاته الواسعة الى تنويع العروض لللاستفادة من الثقافات الاخرى ،؟
هل يلقى السيد الفرحاني دعما من المجتمع المدني ومن الاهالي لبث روح جديدة في المهرجان ليعود لسابق اشعاعه ، ويستعيد ثقة الأهالي فيه .؟
هل يشجع الاعمال الجادة لفناني الجهة ومبدعيها ،؟
هل يصمد السيد الفرحاني امام اجيال تربت على ثقافة "الرقص " ولا شىء غير الرقص ،؟
ولكنها رقصت في النهاية على عروش مربيها المتهاوية بفضل ثورة شعب مستضعف نزف دما ولم يرقص .؟
هل تكون حرارة المهرجان في مستوى دفء دماء شهدائنا التى لم تجف ،؟
وهل تكون في مستوى حرارة دموع امهاتهم التى لا تزال متدفقة .؟
ام هل نِؤجل قليلا ايقاعاتنا المتعددة التى عرفت بها جهة الكاف حيث يحضر السعداوي والصالحي والملالية والبونوارة الخ ........احتراما لدماء من ضحوا من اجل حريتنا على الأقل .؟

الأستاذ عمر الرواني

الخميس، 7 يونيو 2012

..الى رئيس جمهورية الكوع بوع..دروس من مطبخ الثورة المضادة...




.الى رئيس جمهورية الكوع بوع ...دروس من مطبخ الثورة المضادة...


صديقي السبسي زعيم شعب الكوع بوع .......

تونس الآن تتغير... ولأن التغيير عشوائي فلا تستبعد أن تجد نفسك يوما ما رئيسا للدولة الرئاسية أو رئيس حكومة في الدولة البرلمانية ॥وقد تندلع ثورة ضدك فتحتاج إلى مقاومتها। اذا فاستعد من الآن للرحيل لذلك أرجو أن تقرأ هذا المقال جيدا فهو من خلاصة ما نراه من ثورة تونس التي تريد لها ان تحتضر॥ أو تنهيها الفلول المتحالفة مع المعارضة التي لا زالت تعيش قبل 14 جانفي ...

إن تعطيل الثورة في الشعوب التي عاشت مقهورة لا يحتاج إلى جيش وعدة وعتاد। كل ما تحتاجه هو أن تظل أنت سلطة شرعية بشكل أو بآخر لتبقى المفاتيح في يديك। لاتبحث في قواتك ورجالك ونظامك عن الحل، فلو كانوا بالذكاء الكافي لما حدثت ثورة. الأسهل والأكثر أمانا أن تبحث بين أفراد الشعب عمن سيعملون – دون تدخل منك - على خنق الثورة، هؤلاء موجودون في كل شعوب الأرض.. لكنك ستجدهم بكثافة كبيرة في وسط الشعوب التي عانت من الجهل والفساد لمدة طويلة ...هم سيكونون معاول الهدم التي ستنهش جسد الثورة، وستظل أنت بطلا ، بل وسيطالبك الكثيرون بإنقاذ الثورة من الثوار والشعب ...ضربة البداية اوضربة المعلم ستأتي منك.. عليك بتقسيم الشعب.. ففي فترة مثل هذه أياك ان تتركهم يظنون أنهم منقسمون إلى مؤيد لسياستك ومعارض لها. بل يجب أن تجعلهم ينقسمون على أنفسهم. وهنا يجب أن أذكرك أن فكرة التقسيم إلى اسلامي ويساري في تونس هي فكرة غير صائبة وتفشل دائما. فهذا الكارت محترق تماما. لأن خطورة الصراع الديني والفتنة ايديولوجية ستجعل الجميع يفكرون جيدا، ونسبة العقلاء في هذا الإتجاه تفوق نسبة الحمقى كثيرا وستنكشف سريعا لذلك يفضل أن تتجاهلها وتبدأ في تقسيم الشعب بطريقة أخرى.. مثلا..ابدأ بإقناع الشعب انه منفسم الى فلول تجمعية دستورية وثوار وشعب قليل الحيلة . افتح لهم المجال للتشكيك في بعضهم البعض، ويمكنك الإستعانة بالحمقى والحنجوريين- اصحاب الحناجر الماجورة- من كل هذه الإتجاهات، وعليك بالتعتيم على العقلاء منهم। ليبدأ صراع حواري دائم. وليبدأ كل منهم في محاولة إثبات من منهم أكثر إخلاصا ومن بدأ الثورة ومن حماها ومن يعبر عن الشعب. أنت فقط تعرف أن هذا لا يهم ॥المهم إلى أين ستذهب الثورة. وهنا ستظهر قدرتك على تحريك خيوط اللعبة وتحريك الشعب نفسه حتى تضمن ألا تذهب الثورة إلى اي مكان॥ لذلك يجب عليك أن تمسك باطراف هذه الخيو ط جيدا :1- المحرومون : هم مجموعات من القوى السياسية والأفراد الذين عاشوا طويلا ينتظرون فرصة الظهور في ساحة الحكم والسياسة، لذلك عندما تدب الفوضى سيبدأ كل منهم يحلم بأن يكون له النصيب الأكبر في الفترة القادمة। ويبدأ في العمل على إضعاف وتشويه كل القوى الأخري من أجل أن يظهر هو، وسيتحالف مع كل من يرى أنه سيساعده على الوصول إلى ما يحلم به। سترى أحزاب معارضة تتحالف مع رؤوس ألأموال المعروفة بفسادها। وسيظهرمن هده القوى من يتدثر بالسلفية و يقاوم جبهات المعارضة ويفتت التظاهرات التي لا تتوافق مع مصالحه وسيظهر بعض النخبة الذين سيهاجمون الفكر السلفي والسلفيينيويحاولون أن يظهروهم على أنهم متخلفون عن ركب الحضارة। بل وسينقسم أصحاب الاتجاه الواحد على بعضهم مبكرا جدا॥ (لكنك تعرف أن الديمقراطية أبسط من ذلك وأن الأفضل أن يتحد الجميع إلى أن تأتي صناديق الاقتراع بمن تريده الأغلبية ...لكنك لن تسمح بذلك !!)। 2- الانتهازيون: (الأشرار) هم من يجيدون ركوب الموجة في كل وقت وكل عصر وكل مكان। وسينتظرون أن يلعبوا الدور الذي ستطلبه منهم السلطة। وسيتعاملون مع الشعب بمنطق (الشعب يريد) فهم يؤدون دور المعارضة تارة والمدافعين عن الشريعة تارة وأنصار الليبرالية تارة والمهاجمين للجماعات السلفية تارة । وغالبا ما يتلقون أوامر مباشرة أو غير مباشرة منك ومن القوى الموجودة على الساحة। ومن السهل معرفتهم في مثل هذه الأجواء فكلما مالت الكفة في اتجاه مالوا معها ॥وعندما تكون الكفة غير مستقرة تجدهم يؤدون دور المهرج بمنتهى الوضوح ॥عليك أن تتأكد من حصولهم على مساحات واسعة في أجهزة الإعلام المختلفة لأنهم يعرفون الطريق إلى الناس جيدا. أما الانتهازيون (البسطاء) فستجد بينهم من يقود لك إضرابا من أجل بضعة دنانير استغلالا للفوضى (وسيكون جيدا ان يقود اتحاد الشغل الاضرابات وخاصة التعليم ॥النقل ॥الصحة !!) . هذا لن يضرك أنت ولكن سيضر باقي الشعب (المسكين والمغلوب على أمره) ويجعلهم أكثر غضبا من الثورة وعليها 3- الفاسدون: هؤلاء من كانوا يتربحون من فسادك. وغالبا في حالة ظهور أي نظام شريف وصالح سيكونون معرضين للسجن أو على الأقل للفضيحة لذا سيفعلون أي شيء ليستمر الفساد. وليسوا جميعا بالضرورة من أنصارك ॥ وتذكر دائما أن في صف هؤلاء معارض قوي وشرس طالما أدى دور المعارض العنيد لنظام بن علي . وقد استخدمه قبل سقوطه في مشروع فاشل لحكومة انقاذ . 4- الجهلاء: نسبة غير قليلة. ولا أعني بالجهل الأمية. بل أعني الجهل السياسي والسطحية في الفكر وانعدام الثقافة والمتابعة للأحداث. هؤلاء يسيرون خلف القطيع كالأغنام (لهذا يجب أن تحافظ على الجهل في فترة حكمك). أنت تستطيع أن تجعلهم يكرهون المثقفين والساسة متىتريد، وأن تخيفهم من النهضة وقتما تريد، وأن تهددهم بالتدخل الأجنبي وقتما تريد॥هؤلاء من ستجدهم يقولون أن فلان ماسوني (وهم لايعرفون ماهي الماسونية) وأن إسرائيل وراء الثورة عليك (حتى لو كنت حليفا لها) وأن الثورة كانت منظمة من الخارج (حتى لو أثبتت الأيام أن الثورة لم تكن منظمة في الداخل ولا الخارج) وهؤلاء هم من يجب أن تسيطر عليهم لأنهم مبرمجون عصبيا طبقا لما سيروجه الطرف الأقوى (يجب أن تكون أنت )أو الأقرب إليهم (يجب أن تجند بعضهم ). 5- السلبيون: هؤلاء يرون أن لعبة السياسة ومصائر الشعوب لا علاقة لها بالعامة। بل هي مسؤولية من سيأتي بهم القدر إلى سدة الحكم. وهم دائما يرفعون شعار خلينا في حالنا في فترات الهدوء، وشعار (شد مشومك) في فترات التوتر . هؤلاء لايعنيهم أن تكتمل الثورة أم لا . وسيفرحون بالاستقرار على أي وضع. المهم (العجلة تدور) والعجلة هنا ليست عجلة الإنتاج ولا عجلة التقدم...بل عجلة الحياة الهادئة المريحة. وغالبا تزعجهم فكرة التغيير حتى لو كان إلى الأفضل لأن (اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش). 6- الرافضون: هؤلاء عكس المجموعة ألسابقة يحبون الرفض ويقاومون الاستقرار دائما لأنهم يشعرون بالقوة والفصاحة والنضال عندما يعارضونك ويسفهون ما تقول. يرفضون كل الوجوه وكل الحلول المطروحة طوال الوقت. يرفضون الإسلاميين لتشددهم والعلمانيين من أجل الدين والمعتدلين من أجل ميوعة المواقف. يرفضون وجود المجلس التأسيسي ويرفضون الانتخابات ويشككون فيها . يرفضون الديمقراطية ॥يرفضون التأسيسي (لأنه اختيار مباشر) ويؤمنون (بأن الشعب لن يختار الأفضل) هؤلاء دائما هم بداية الفوضى التي تحرك المجموعة التالية ( أظهرهم على أنهم هم الثوار ليظن الشعب أن الثوار لايعرفون ما يريدون)... 7- الفوضويون: هؤلاءهم غالبا من الطبقات الأقل تعليما وثقافة، وهم قواتك الميدانية المستعدة دائما لإفساد الأمور إذا شعر الشعب بالاستقرار॥ إبدأ مشاجرة صغيرة سيتكفلون هم بجعلها كبيرة.اعترض طريق مخمور امام خمارة سيحرقون الخمارة وسيسوونها بالأرض. اشعل عود كبريت في مركز للأمن وسيحرقونه هم عن آخره॥ جند بضعة أفراد لاقتحام إحدى السفارات وسيتبعونهم ويجعلون ذلك يبدو كحركة شعبية جزئية تخيف بقية الشعب . (طبعا لاتنس البث الحي والتغطية الإعلامية لهذه الأحداث وذراعك الأيمن في ذلك قناة 7 هي مدربة جيدا على هذا منذ سنوات وكسبت الخبرة وتجذر فيها الفساد والكذب ..والتي يجب أن تصل قبل قوات الأمن بمدة كافية). هؤلاء هم سلاحك الذي تحتاجه وستجد منهم في كل طبقات وفصائل الشعب . عليك بتلميعهم وإظهارهم. وإذا نجحت في ذلك فإنني أؤكد لك أن هذا الشعب سيثور على بعضه فتنتهي ثورته التي ستحترمها أنت وتجعلها أجازة رسمية. و لن يستطيع هذا الجيل القيام بثورة أخرى لسنوات طويلة لأنه سيكون محبط وستكون أنت احتطت جيدا بقوانين جديدة وبقمع أشد...دون أن تعلن ذلك ..بل عليك أن تجعل الجميع يكرر دائما ...(أحب من حب وكره من كره)॥بينما أنت تهمس لنفسك مبتسما... حقا انه شعب الكوع ..البوع ....


محمد المولهي نقابي و ناشط سياسي




الأحد، 3 يونيو 2012

اكدب..اكدب..اكدب...يثور عليك الناس...



اكذب ..اكذب ..اكذب ...يثور عليك الناس

هي ليست مجرد مقولة ، انها نظرية الكذب الممنهج التى تنسب لوزير الاعلام الالماني "جوزيف قوبلز " ايام " هتلر " الذي قال " اكذب اكذب حتى يصدقك الناس "
وتم توظيفها بنجاح في اقناع الالمان بان هتلر هو القائد الملهم ومنقذ المانيا والجنس الآري ، ليعتلي الرايخ الثالث الألماني بالانتخاب ، وذلك باعتماد الاعلام العمومي وصنع رموز وابطال وهميين يقع استخدامهم في صنع الكذب واعادة تصنيعه الى الدرجة التى لا توفر لعموم الناس فسحة لتحليل الخبر ودرسه وتقويمه فيصدقونه وهم اميل الى التلقي الكسول ،
الا المثقفين الذين لهم ملكة بديهية يستطعون بها تمييز الغث من السمين بالسرعة المطلوبة ، لذلك كان " قوبلز " صاحب النظرية يقول انه كلما سمع مثقفا يتكلم الا وجعل مسدسه في حالة استعداد للاجهاز عليه ،
وتسربت بعد ذلك تلك النظرية للحركة الصهيونية العالمية فصنعوا اكذوبة المحرقة اليهودية وبالغوا في الارقام وصدقوها واستمروا عليها الى ان احتلوا بها فلسطين ولا زالوا يبتزون بها العالم لبقاء الاحتلال ،
وتبنتها الامبريالية العالمية بعد ذلك ، فاحتل العراق وافغانتسان ، وقتل الملايين من ابنائنا بكذبة اسلحة الدمار الشامل ،واكذوبة نشر الديمقراطية ،
واستوردت الأنظمة العربية نظرية الكذب بعد ذلك ، فكانت كل حياتنا مبنية على الكذب ، فغالطنا العالم وغالطنا انفسنا بارقام التنمية المكذوبة وخلنا انفسنا في مطاف الدول المتقدمة
واستمرت آلة الكذب بعد الثورة ، اذ انتشر وذاع صيتها وسط تسونامي حزبي وسياسي لم يكن ليوجد اغلبه لولا الكذب ، وشهدنا اكذوبة العريضة الشعبية في ان كل شىء سيكون بالمجان وحتى "الشهريات" تصرف لكل المواطنين بلا اعمال ، واحرقت مدينة الكاف بكذبة يوم 05 فيفري 2011 وكادت تحرق باكاذيب اخري في الايام القليلة الماضية وعافاها الله من اشاعة او كذبة جديدة ليوم 04 جوان المقبل حتى لا ينحرف المطلب الشرعي في الحق في التنمية الى محرقة جديدة للمدينة المحترقة اصلا بنار الفقر والبطالة .
واستفحل الكذب عموما حتى اصبحت كلمة السياسة رديفة للكذب
وكلمة سياسي تعني كذاب ،
واستفحل الكذب السياسي بعد الانتخابات وخاصة لدى الطرف الخاسر ،
لأن الرابح ليس فقط لا مصلحة له فيه ، ولكن ايضا لاتوجد ضرورة لاباحته ، والأصل فيه الحرام عنده ، يقول تعالي " ﴿ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ۖ وإن يك كاذبا فعليه كذبه ۖ وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ۖ إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ﴾ غافر 28
ففي المدة الأخيرة بالذات ما خرجنا من كذبة الا دخلنا في اخرى ،فمن كثرة ما سمعنا عن غلاء المعيشة حتى اذا نزلت الاسعار بقينا نراها مرتفعة ونحدق في اعين المارة التى صرنا نراها تقطر جوعا ، واننا على ابواب ازمة صومالية يونانية ، ومن كثرة ما سمعنا عن تكوين حكومة انقاذ وطني تقودها "كفاءات " اصبحنا نشعر ان البلد محكومة بها اصلا وانه لا توجد حكومة غيرها وانها مالكة عصى السحر لتخرجنا من كل الازمات ،
ومن كثرة ما سمعنا عن ارقامنا المتدنية في التصنيفات العالمية ، اصبحنا نشعر اننا على حافة السقوط الى هاوية التصنيف السفلي والافلاس الاقتصادي ، ومن كثرة ما سمعنا ان الحكومة فشلت كاد يصيبنا الفشل ،
ومن كثرة ما سمعنا من تحريض كدنا نعتقد اننا على ابواب حرب اهلية في " تونستان"
ومن كثرة ما سمعنا عن التشكيك في الشرعية قولا بان الانتخابات وحدها لا تصنع الشرعية ، اصبحنا نشك في كل مفاهيم الحداثة ، ووصل بنا الأمر حد كره الانتخاب ونبذ الديمقراطية،
عموما من شدة قتامة الوضع الذي يصوره لنا اعلامنا " الوطني " وضيوفه " الوطنيين الحداثيين " اصبح البعض يحن الى بن على ونظامه ويجاهر بذلك ، الى حد توزيع صوره في احد معاهد مدينة الكاف في اليومين الأخيرين ليعود فاتحا وقائدا للثورة الجديدة ، وهو لعمرى مطلبهم الخفي وغايتهم القصوى ،
ولكن الى أي حد يمكن ان يستمر الكذب في ايامنا هاته ،
لم تعد في الحقيقة الكذبة مهما فعلت فعلها فينا تعمّر طويلا ، فمن حسن الحظ ، نما الاعلام البديل وتميز بسرعة الانتشار ، ممثلا اساسا في شبكات التواصل الاجتماعي ،والذي يكون فيه الواحد منا باثا ومتقبلا في نفس الوقت ويتعامل مع شبكة معلوماتية مباشرة وحيّة ونابعة من ثقات واعزة واحبة واقارب يعتبرون شهود عيان ومراسلين في كل مدينة او قرية او حي ، وبسرعة قياسية ، بالصورة والصوت قد يتبعها تأكد مباشر عبر الهاتف او السكايب ،
فكما كان لهذا الاعلام البديل فضل في المساهمة في كشف كذب الطغاة ، فانه يكشف لنا اليوم افتراء عشاق الطغاة واصدقاء الطغاة و اشباه الطغاة ومشاريع الطغاة ، ويمثّل في كثير من الاحيان ذاكرة حية لكل من تسوّل له نفسه تدليس التاريخ او صنع البطولة ،
فحتى عجائزنا اليوم اصبحت تطلب منا فتح صندوقنا الاسود " الحاسوب " للتثبت من خبر اوردته تونس 07 او ما اسميها بقناة الجهوية 02 ،
فكثرة كذب هاته القنوات وضيوفها المبجلين الدائمين ، سواء بقتل الحقيقة او ايراد نصفها او جزء غير مهمّ منها او حتى تدليسها احيانا واختلاق خيال من الاخبار ، كأنها في غفلة من انها ليست وحيدة في رواية الخبر كما كان يحدث فيما مضى من الزمن البعيد ،
ان كثرة الكذب جعلتها وجل ضيوفها تفقد كل ما استطاعت ترميمه من مصداقية ،
خاصة وان التونسي اميل الى تصديق خبر من صديق او جار بطريقة الرواية المباشرة اكثر من ميله الى تصديق تلفاز ضعيف الذاكرة ، عرفه جيدا حتى كتب عليه "كذابا" منذ ازيد من نصف قرن ،
واضحت وسائل اعلامنا العمومي وبعض شركائها ، يستدركون ما فاتهم من تغطية للثورة الأصلية فيغطون بحمق الاستبداد وعمائه الثورة الموازية ،
ولكن هل يستطيع قليل من الصدق امتصاص كثير من الكذب؟
هل يستطيع الصدق ان ينجو بنفسه من غزوات الكذب؟
هل يمكن صنع اليات جديدة صادقة لمواجهة الكذب .؟
هل ينجح رفع شعار اصدق اصدق اصدق
حتى لا تفقد مصداقيتك عند الناس ،؟
هل له القدرة على التغلب على الشعار الموازي : اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ،
ماذا لو تكررت الكذبة الف مرة ولم نسمع صدقا الا مرة ؟
هل قوة الصدق مرة تتغلب على كذبة تعاد الف مرة ؟
هل يزهق الصدق الكذب ولو بعد حين ؟
هل نصل يوما الى الاقتناع بالمقولة التالية : اكذب اكذب اكذب : لن يصدقك الناس ؟
ولن ينتخبك الناس ؟
الم يمت "قوبلز "صاحب النظرية منتحرا بعد ان دس السم لأبنائه وزوجته فقتلهم جميعا حتى "لا يشمت فيهم عدوّ بعده " على حد تعبيره ؟
ام هل نقف يوما على مسيلمة يعترف على لسان احمد مطر فيقول :
بِملءِ رغبتي أنا
ودونَمـا إرهابْ
أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّابْ!
وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـةْ
أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـةْ
وأَدّعي أنّي على صَـوابْ
وها أنا أبرأُ من ضلالتي
قولوا معي: إ غْفـرْ وَتُبْ
يا ربُّ يا توّابْ.

الأستاذ عمر الرواني : محامي وناشط سياسي