الخميس، 7 يونيو 2012

..الى رئيس جمهورية الكوع بوع..دروس من مطبخ الثورة المضادة...




.الى رئيس جمهورية الكوع بوع ...دروس من مطبخ الثورة المضادة...


صديقي السبسي زعيم شعب الكوع بوع .......

تونس الآن تتغير... ولأن التغيير عشوائي فلا تستبعد أن تجد نفسك يوما ما رئيسا للدولة الرئاسية أو رئيس حكومة في الدولة البرلمانية ॥وقد تندلع ثورة ضدك فتحتاج إلى مقاومتها। اذا فاستعد من الآن للرحيل لذلك أرجو أن تقرأ هذا المقال جيدا فهو من خلاصة ما نراه من ثورة تونس التي تريد لها ان تحتضر॥ أو تنهيها الفلول المتحالفة مع المعارضة التي لا زالت تعيش قبل 14 جانفي ...

إن تعطيل الثورة في الشعوب التي عاشت مقهورة لا يحتاج إلى جيش وعدة وعتاد। كل ما تحتاجه هو أن تظل أنت سلطة شرعية بشكل أو بآخر لتبقى المفاتيح في يديك। لاتبحث في قواتك ورجالك ونظامك عن الحل، فلو كانوا بالذكاء الكافي لما حدثت ثورة. الأسهل والأكثر أمانا أن تبحث بين أفراد الشعب عمن سيعملون – دون تدخل منك - على خنق الثورة، هؤلاء موجودون في كل شعوب الأرض.. لكنك ستجدهم بكثافة كبيرة في وسط الشعوب التي عانت من الجهل والفساد لمدة طويلة ...هم سيكونون معاول الهدم التي ستنهش جسد الثورة، وستظل أنت بطلا ، بل وسيطالبك الكثيرون بإنقاذ الثورة من الثوار والشعب ...ضربة البداية اوضربة المعلم ستأتي منك.. عليك بتقسيم الشعب.. ففي فترة مثل هذه أياك ان تتركهم يظنون أنهم منقسمون إلى مؤيد لسياستك ومعارض لها. بل يجب أن تجعلهم ينقسمون على أنفسهم. وهنا يجب أن أذكرك أن فكرة التقسيم إلى اسلامي ويساري في تونس هي فكرة غير صائبة وتفشل دائما. فهذا الكارت محترق تماما. لأن خطورة الصراع الديني والفتنة ايديولوجية ستجعل الجميع يفكرون جيدا، ونسبة العقلاء في هذا الإتجاه تفوق نسبة الحمقى كثيرا وستنكشف سريعا لذلك يفضل أن تتجاهلها وتبدأ في تقسيم الشعب بطريقة أخرى.. مثلا..ابدأ بإقناع الشعب انه منفسم الى فلول تجمعية دستورية وثوار وشعب قليل الحيلة . افتح لهم المجال للتشكيك في بعضهم البعض، ويمكنك الإستعانة بالحمقى والحنجوريين- اصحاب الحناجر الماجورة- من كل هذه الإتجاهات، وعليك بالتعتيم على العقلاء منهم। ليبدأ صراع حواري دائم. وليبدأ كل منهم في محاولة إثبات من منهم أكثر إخلاصا ومن بدأ الثورة ومن حماها ومن يعبر عن الشعب. أنت فقط تعرف أن هذا لا يهم ॥المهم إلى أين ستذهب الثورة. وهنا ستظهر قدرتك على تحريك خيوط اللعبة وتحريك الشعب نفسه حتى تضمن ألا تذهب الثورة إلى اي مكان॥ لذلك يجب عليك أن تمسك باطراف هذه الخيو ط جيدا :1- المحرومون : هم مجموعات من القوى السياسية والأفراد الذين عاشوا طويلا ينتظرون فرصة الظهور في ساحة الحكم والسياسة، لذلك عندما تدب الفوضى سيبدأ كل منهم يحلم بأن يكون له النصيب الأكبر في الفترة القادمة। ويبدأ في العمل على إضعاف وتشويه كل القوى الأخري من أجل أن يظهر هو، وسيتحالف مع كل من يرى أنه سيساعده على الوصول إلى ما يحلم به। سترى أحزاب معارضة تتحالف مع رؤوس ألأموال المعروفة بفسادها। وسيظهرمن هده القوى من يتدثر بالسلفية و يقاوم جبهات المعارضة ويفتت التظاهرات التي لا تتوافق مع مصالحه وسيظهر بعض النخبة الذين سيهاجمون الفكر السلفي والسلفيينيويحاولون أن يظهروهم على أنهم متخلفون عن ركب الحضارة। بل وسينقسم أصحاب الاتجاه الواحد على بعضهم مبكرا جدا॥ (لكنك تعرف أن الديمقراطية أبسط من ذلك وأن الأفضل أن يتحد الجميع إلى أن تأتي صناديق الاقتراع بمن تريده الأغلبية ...لكنك لن تسمح بذلك !!)। 2- الانتهازيون: (الأشرار) هم من يجيدون ركوب الموجة في كل وقت وكل عصر وكل مكان। وسينتظرون أن يلعبوا الدور الذي ستطلبه منهم السلطة। وسيتعاملون مع الشعب بمنطق (الشعب يريد) فهم يؤدون دور المعارضة تارة والمدافعين عن الشريعة تارة وأنصار الليبرالية تارة والمهاجمين للجماعات السلفية تارة । وغالبا ما يتلقون أوامر مباشرة أو غير مباشرة منك ومن القوى الموجودة على الساحة। ومن السهل معرفتهم في مثل هذه الأجواء فكلما مالت الكفة في اتجاه مالوا معها ॥وعندما تكون الكفة غير مستقرة تجدهم يؤدون دور المهرج بمنتهى الوضوح ॥عليك أن تتأكد من حصولهم على مساحات واسعة في أجهزة الإعلام المختلفة لأنهم يعرفون الطريق إلى الناس جيدا. أما الانتهازيون (البسطاء) فستجد بينهم من يقود لك إضرابا من أجل بضعة دنانير استغلالا للفوضى (وسيكون جيدا ان يقود اتحاد الشغل الاضرابات وخاصة التعليم ॥النقل ॥الصحة !!) . هذا لن يضرك أنت ولكن سيضر باقي الشعب (المسكين والمغلوب على أمره) ويجعلهم أكثر غضبا من الثورة وعليها 3- الفاسدون: هؤلاء من كانوا يتربحون من فسادك. وغالبا في حالة ظهور أي نظام شريف وصالح سيكونون معرضين للسجن أو على الأقل للفضيحة لذا سيفعلون أي شيء ليستمر الفساد. وليسوا جميعا بالضرورة من أنصارك ॥ وتذكر دائما أن في صف هؤلاء معارض قوي وشرس طالما أدى دور المعارض العنيد لنظام بن علي . وقد استخدمه قبل سقوطه في مشروع فاشل لحكومة انقاذ . 4- الجهلاء: نسبة غير قليلة. ولا أعني بالجهل الأمية. بل أعني الجهل السياسي والسطحية في الفكر وانعدام الثقافة والمتابعة للأحداث. هؤلاء يسيرون خلف القطيع كالأغنام (لهذا يجب أن تحافظ على الجهل في فترة حكمك). أنت تستطيع أن تجعلهم يكرهون المثقفين والساسة متىتريد، وأن تخيفهم من النهضة وقتما تريد، وأن تهددهم بالتدخل الأجنبي وقتما تريد॥هؤلاء من ستجدهم يقولون أن فلان ماسوني (وهم لايعرفون ماهي الماسونية) وأن إسرائيل وراء الثورة عليك (حتى لو كنت حليفا لها) وأن الثورة كانت منظمة من الخارج (حتى لو أثبتت الأيام أن الثورة لم تكن منظمة في الداخل ولا الخارج) وهؤلاء هم من يجب أن تسيطر عليهم لأنهم مبرمجون عصبيا طبقا لما سيروجه الطرف الأقوى (يجب أن تكون أنت )أو الأقرب إليهم (يجب أن تجند بعضهم ). 5- السلبيون: هؤلاء يرون أن لعبة السياسة ومصائر الشعوب لا علاقة لها بالعامة। بل هي مسؤولية من سيأتي بهم القدر إلى سدة الحكم. وهم دائما يرفعون شعار خلينا في حالنا في فترات الهدوء، وشعار (شد مشومك) في فترات التوتر . هؤلاء لايعنيهم أن تكتمل الثورة أم لا . وسيفرحون بالاستقرار على أي وضع. المهم (العجلة تدور) والعجلة هنا ليست عجلة الإنتاج ولا عجلة التقدم...بل عجلة الحياة الهادئة المريحة. وغالبا تزعجهم فكرة التغيير حتى لو كان إلى الأفضل لأن (اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش). 6- الرافضون: هؤلاء عكس المجموعة ألسابقة يحبون الرفض ويقاومون الاستقرار دائما لأنهم يشعرون بالقوة والفصاحة والنضال عندما يعارضونك ويسفهون ما تقول. يرفضون كل الوجوه وكل الحلول المطروحة طوال الوقت. يرفضون الإسلاميين لتشددهم والعلمانيين من أجل الدين والمعتدلين من أجل ميوعة المواقف. يرفضون وجود المجلس التأسيسي ويرفضون الانتخابات ويشككون فيها . يرفضون الديمقراطية ॥يرفضون التأسيسي (لأنه اختيار مباشر) ويؤمنون (بأن الشعب لن يختار الأفضل) هؤلاء دائما هم بداية الفوضى التي تحرك المجموعة التالية ( أظهرهم على أنهم هم الثوار ليظن الشعب أن الثوار لايعرفون ما يريدون)... 7- الفوضويون: هؤلاءهم غالبا من الطبقات الأقل تعليما وثقافة، وهم قواتك الميدانية المستعدة دائما لإفساد الأمور إذا شعر الشعب بالاستقرار॥ إبدأ مشاجرة صغيرة سيتكفلون هم بجعلها كبيرة.اعترض طريق مخمور امام خمارة سيحرقون الخمارة وسيسوونها بالأرض. اشعل عود كبريت في مركز للأمن وسيحرقونه هم عن آخره॥ جند بضعة أفراد لاقتحام إحدى السفارات وسيتبعونهم ويجعلون ذلك يبدو كحركة شعبية جزئية تخيف بقية الشعب . (طبعا لاتنس البث الحي والتغطية الإعلامية لهذه الأحداث وذراعك الأيمن في ذلك قناة 7 هي مدربة جيدا على هذا منذ سنوات وكسبت الخبرة وتجذر فيها الفساد والكذب ..والتي يجب أن تصل قبل قوات الأمن بمدة كافية). هؤلاء هم سلاحك الذي تحتاجه وستجد منهم في كل طبقات وفصائل الشعب . عليك بتلميعهم وإظهارهم. وإذا نجحت في ذلك فإنني أؤكد لك أن هذا الشعب سيثور على بعضه فتنتهي ثورته التي ستحترمها أنت وتجعلها أجازة رسمية. و لن يستطيع هذا الجيل القيام بثورة أخرى لسنوات طويلة لأنه سيكون محبط وستكون أنت احتطت جيدا بقوانين جديدة وبقمع أشد...دون أن تعلن ذلك ..بل عليك أن تجعل الجميع يكرر دائما ...(أحب من حب وكره من كره)॥بينما أنت تهمس لنفسك مبتسما... حقا انه شعب الكوع ..البوع ....


محمد المولهي نقابي و ناشط سياسي




ليست هناك تعليقات: