السبت، 9 يونيو 2012

المدير و ثقافة الطبلة و الزكرة و البندير....




المدير وثقافة الطبلة الزكرة و البندير ...
انتخب صاحب " الشرارة " السيد منجي الفرحاني في الايام القليلة الماضية رئيسا لمهرجان بومخلوف الثقافي بالكاف في نسخته السابعة والثلاثين ، وثبت في موقعه رغم محاولة الانقلاب عليه ، والمنجي الفرحاني هو مخرج سنمائي شاب من جيل القهر السياسي ، اجبرته الظروف على مغادرة البلد في التسعينات من القرن الماضي مثل الآلاف الذين هجروا وقتها لسبب او لآخر ، فهام في الدول الأوروبية ليستقر به المقام في هولندا ويعمل مع مؤسسات اعلامية كبرى مهتمّا بشؤون العرب عموما وفلسطين بصفة خاصة ،
ومنذ اندلاع الثورة عاد الى الوطن ليكون له سبق انتاج واخراج اول شريط وثائقي عن اندلاع الثورة التونسية سماه الشرارة ، وليقرر الاستقرار في تونس والقطع مع تجربة المهجر المرة ،
فهل ينجح السيد الفرحاني بالخروج بالمهرجان من الروتين الذي اصطبغ به أداؤه لسنين طويلة ، هل ينجح في التخلص من الاجترار المملّ لنوع محدد من التراث الذي يركز على اثارة الغرائز والغوغائية ،؟
هل ينهي ما يسمى ب "السهرات الشبابية " التى هي اقرب الى ما يحدث بالنوادي الليلية المغلقة منه الى ثقافة البلد الأصيلة ، مما ادى الى عزوف كبير للاهالي في حضوره وحتى في الاهتمام بالمهرجان اصلا ،؟
هل نشهد قطعا جذريا مع الابتذال وثقافة الاعراس و جلسات الخمر ونوادي الرقص ، وهل نرى " اميمة الخليل " بروائعها النافذة الى اعماق اعماقنا على ركح القصبة بدلا من امينة فاخت التى دوخت الكافية باهتزازاتها الهستيرية ، سواء على وقع ما صم آذاننا وحفظناه عن ظهر قلب مما سمي التراث "الكافي الأصيل" أو حتى على وقع كلمات " شاعر الثورة " محمد الصغير اولاد احمد الذي طالما غنى ورقص لها في حفلاتها ،بعد ان اهداها عدة من قصائده لتلحنها ، ؟
هل تعود الثقافة البديلة الأصيلة المناضلة الملتزمة بقضايا وطنها الى تصدّر المشهد الثقافي ، بعد ان كان همشها وتخلى عنها كليا نظام 07 نوفمبر ،؟
هل نعلن ايذان اسقاط النظام ثقافيا والعودة للأصل وتربية الأجيال تربية ممانعة تحصنها من أي شكل من اشكال الاستبداد والتسلط على المستوى الداخلي ومن كل غزو ثقافي اوفكري تغريبي بمعنى " الغربة "، ويكون لشبابنا شخصيتة المستقلة بذاتها المنحوتة بتاريخها الحقيقي المجاهد المتصل بثقافتنا العربية الاسلامية الراسخة ، والموشّحة بما تركته فينا الثقافات الأخرى عبر تاريخنا الطويل ،؟
هل نصنع ثقافة قادرة على استيعاب الواقع وعلى الفعل في التاريخ ،؟
هل نربي شبابا تربية تخرجه من واقع السلبية المميتة والتقليد الساذج للفتات الثقافي للحضارات الأخرى ،
هل ننجح في نشر ثقافة الانتاج والابداع والاختراع والعلوم والمعارف لديه ، لينافس بها شباب الدول المتقدمة بدلا عن المنافسة في الرقص ، ؟
هل تلحق ثقافتنا بمستوى انجازات هذا الشعب الثورية ، وكان من المفروض ان تكون قد سبقته ،؟
هل يتجه الفرحاني بحكم تكوينه المخضرم وعلاقاته الواسعة الى تنويع العروض لللاستفادة من الثقافات الاخرى ،؟
هل يلقى السيد الفرحاني دعما من المجتمع المدني ومن الاهالي لبث روح جديدة في المهرجان ليعود لسابق اشعاعه ، ويستعيد ثقة الأهالي فيه .؟
هل يشجع الاعمال الجادة لفناني الجهة ومبدعيها ،؟
هل يصمد السيد الفرحاني امام اجيال تربت على ثقافة "الرقص " ولا شىء غير الرقص ،؟
ولكنها رقصت في النهاية على عروش مربيها المتهاوية بفضل ثورة شعب مستضعف نزف دما ولم يرقص .؟
هل تكون حرارة المهرجان في مستوى دفء دماء شهدائنا التى لم تجف ،؟
وهل تكون في مستوى حرارة دموع امهاتهم التى لا تزال متدفقة .؟
ام هل نِؤجل قليلا ايقاعاتنا المتعددة التى عرفت بها جهة الكاف حيث يحضر السعداوي والصالحي والملالية والبونوارة الخ ........احتراما لدماء من ضحوا من اجل حريتنا على الأقل .؟

الأستاذ عمر الرواني

ليست هناك تعليقات: