الأحد، 10 يونيو 2012

الي السيد وزير التربية في حكومة الترويكا..مامعنى الخروج عن النص باللغة التركية....



الي السيد وزير التربية في حكومة الترويكا...مامعنىالخروج عن النص باللغة التركية..

يبدو ان حركة التهضة تخطط لما هو ابعد من الفترة الانتقالية و ان ما سمعناه من تصريحات من بعض قيادييها عن" ان النهضة ستستاثر بالحكم ل15 سنة القادمة على الاقل "عبر صناديق الاقتراع طبعا ॥

كلام له ما يبرره و الا في اي اطار يتنزل القرار الاخير الدي خرج به علينا وزير التربية في حكومة الترويكا السيد رضا عبيد في ما يخص ادراج تعليم اللغة التركية في المناهج الدراسية ابتداء من السنة الدراسية القادمة ...
يبدو القرار اعتباطيا مفاجئا يدكرنا بشطحات وزراء التعليم في عهد بن علي التي كانت تدبر بليل॥فبانظر الى خطورة و حساسية ملف التعليم و ما ينطوي عليه من تعقيدات و تشعبات و تاثيرات على جميع الاصعدة فان اتخاد هكدا قرار بطريقة مفاجئة ومتسرعة يعد عزفا منفردا॥قد يسيء الى صورة الحكومة التي من المفروض ان تناى بنفسها عن مطبات هي في غنى عنها و من المفيد تدكير الحكومة كلما سنحت الفرصة لدلك بانها .. حكومة ثورة...
و السؤال الدي يطرح نفسه بالحاح لمادا نضيف الى وضعنا اللغوي المشوش اصلا لغة اجنبية ثالثة و الكل يعرف و السادة الاساتدة و المربين يعلمون ان تلامدتنا في غالبيتهم يعانون قصورا لغويا ظاهرا للعيان فهم لا يتقنون ايا من اللغات الاجنبية المقررة لا الفرنسية و لا الانجليزية فضلا عن لغتهم الام التي لا يتقنونها بالشكل المطلوب ...و ادا كان لابد من اضافة لغة اجنبية ثالثة ॥ لمادا اللغة التركية ॥॥و ليست الصينية مثلا والصين قد زحزحت اليابان كقوة اقتصادية ثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية॥ و هي مرشحة لافتكاك المرتبة الاولى على المدى المتوسط او البعيد..

فمن المعروف ان اللغة التركية ليست لغة حية و لاتتصدر لغات العالم الاكثر انتشارا فهي تاتي في مرتبة متدنية امام اللغة العربية التي تحتل المزقع الرابع بعد الصينية و الاسبانية و الانجليزية و لا تعد التركية من لغات العلوم و البحوث الاكاديمية مثل الانجليزية و الالمانية و اليابانية ॥

في الحقيقة انه لا يمكن فهم قرار السيد الوزير الا كقرار سياسي بامتياز يندرج ضمن رؤية استراتيجية بعيدة المدى تاخد بعين الاعتبار جملة من المعطيات الاقتصادية و الجيوسياسية ॥

-تركيا القوة الاقتصادية النامية جنوب اوروبا ॥فقد نجحت تركيا في فرض نفسها كقوة اقتصادية بتحقيق نسب نمو محترمة في الوقت الدي يشهد فيه محيطتها الاوروبي ازمة اقتصادية خانقة انعكست سلبا على اقتصاديات بلدان ما يسمى بالخاصرة الضعيفة لاوروبا(اليونان-اسبانيا-البرتغال....)

- بعد رفض الاتحاد الأوروبي السماح لتركيا بالدخول في منطقة اليورو، بالرغم من المحاولات المتكررة و الملحة من الجانب التركي।التي كانت تجابه في كل مرة بشروط تعجيزية تماما كشرط العازب على الهجالة ॥ كما يقول مثلنا الشعبي ..الى الحدَ الذي ادركت تركيا أنها لن تتمكن من الانضمام الى اوروبا مهما فعلت، لأن الاتحاد الأوروبي هو نادي مسيحي ممنوع على المسلمين ..

مع وصول حزب العدالة و التنمية الى السلطة غيرت تركيا من استراتيجيتها180درجة و عدلت البوصلة باتجاه الفضاء الاسلامي العربي امتدادها الحضاري التاريخي الطبيعي و عمقها الاستراتيجي الحقيقي محاولة التصالح مع هويتها الاسلامية بعد ان كادت العلمانية الاتاتوركية ان تطمس كل معالمها (لم يسلم نداء الصلاة الادان الدي غير الي اللغة التركية ولا حتى حروف العربية التي تحولت الى اللاتينية ...)

وسرعان ما ظهرت نتائج هدا التوجه في المواقف و السياسات الخارجية॥فراينا و اعجبنا بالموقف التركي المنحاز الى القضية الفلسطينية الدي وصل الى حد التصادم المباشر مع الكيان الصهيوني و الكل يتدكر كيف انسحب رجب طيب اردوقان من مؤتمر دافوس محفوفا بالتصفيق و الاعجاب بعد رده المفحم و البليغ على رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز..

- توافق فكري ايديولوجي بين حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس و حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا فلم يعد خافيا على احد مدى اعجاب قيادات تركيا بافكار و كتابات الشيخ راشد الغنوشي و تؤثرهم بها كما عبرت حركة النهضة على لسان قياداتها عن اعجابهم بالنمودج التركي كمثال ناجح للاسلام المعتدل و الحديث ॥في غياب نمادج عربية و اسلامية يمكن وصفها بالناجحة ॥

- تردد اادوائر الغربية و الاوروبية في دعم الحكومة الناشئة في تو نس لكونها اسلامية بما يعني دلك في الاوعي الغربي من استثارة لمشاعر الاسلاموفوبيا المتراكمة عبر عقود من الزمن بالرغم من رسائل التطمين المتتالية التي بعثت بها الحكومة من اول ايام توليها مقاليد السلطة مما دفع الحكومة الى اولوية تفعيل محيطها العربي و الاسلامي مع محاولة الاحتفاظ بعلاقات طبيعية مع الدوائر الاوروبية و الغربية عموما ॥بما يعني "قصولو يدو جاتو مليحة للطنبور॥

قد يظهر القادم من الايام ان تركيا شريك استراتيجي هام لتونس الثورة الا اننا نحدر الحكومة من مغبة السقوط الى علاقات الهيمنة الاستعمارية فلا ننسى و لا اظن ان الشعب التونسي نسي ان العثمانيين هم الدين سلموا تونس للاستعمار الفرنسي بتوقيعهم معاهدة الحماية و ان العثمانيين هم الدين سلموا فلسطين للانتداب البريطاني الدين فوتوا فيها بدورهم للعصابات الصهيونية ॥ثم الم يقل رجب طيب اردوقان دات يوم ॥اناحفيد العثمانيين

فحداري يا حكومتنا الموقرة ॥لانريد ان نهرب من مضلة الفركفونية وعملاء الفرنكفونية لنجد انفسنا تحت مضلة العثمانية ॥فنصبح وقتها ...كالمستجير من الرمضاء بالنار...


حمادي العبيدي

ليست هناك تعليقات: