الجمعة، 25 مايو 2012

الضباع تعود هدا المساء...




الضباع تعود هدا المساء ....


فى كل الثورات المنتصرة ...هناك ما يسمى بالثورة المضادة و يقوم و يخطط لها عدد من اتباع الحاكم المستبد المخلوع و المستفيدين منه و أعوانه ، و أحيانا قد تنتهز الفرصة و تنجح مثلما حدث فى حالة الثورة الفرنسية فى احدى مراحلها و مثلما حدث فى الثورة المضادة على ثورة مصدق فى ايران و التى نجحت الى حد اعادة شاه ايران مرة أخرى وقتها بالشكل الذي جعل الشاه وقتها يقول لروزفلت " ( ممثل المخابرات الامريكية ) :" إنني مدين بعرشي الى الله ثم الى شعبي ثم اليك " و كان صائبا فى الجزء الأخير فقط ! و في تونس .. شاهدنا كلنا اتباع نظام بن على و هم يشيعون الفوضى بعد هروبه فى الايام التى تلت السقوط لمدة شهر قبل ان تتكشف الحقيقة و يتضح ان بعض من رموز النظام القديم الذين قادوا السلطة كانوا يحاولون قيادة الثورة المضادة لكن اعتصام القصبة واحد واثنين أسقطوا هذه الفلول । كانوا وقتها يستميتون في اقناعنا بأنهم لن يعيدوا بن علي ॥ بل فقط لإستمرار نظام بن علي بشكل آخر اكثر تطورا او عودة بشكل جديد او مختلف و بالطبع لا حاجة للقول هناان السيناريو القادم ليس من قبيل التخيل المطلق ( و ستجدون بأنفسكم ان الأمر اكثر تعقيدا من خيال اي شخص او قدرته على الاختلاق , مهما كان عبقريا ) بل هو اجزاء و شواهد وأحداث ووقائع مؤكدة عايشناها ولا زالت تنكشف لدينا الصورة كاملة بعد بحث مضني فى المؤشرات لنتأكد مما قلناه وحذرنا منه و لا استطيع الجزم بوجوده 100 % ॥ و لكنني شخصيا متيقن انه حقيقي ॥ و لكن وجدت ان افضل ما نفعله للتأكد هو أن نقوم بعرضه عليكم نعم ॥ سأعرض السيناريو تفصيليا و بعدها يكون الحكم لكم : اذا كان هذا ممكن ؟ أو هذا صحيح ؟ او هذا متوقع ؟

* الصورة الكاملة : بعد نجاح الثورة و بدء حصارها لعدد من رموز و قيادات النظام و بقاء جزء منهم ينتظر المحاسبة قرر عدد منهم أن يبادر بالهجوم اتباعا لمبدأ " الهجوم خير وسيلة للدفاع " و اجتمعت الضباع الجريحة على عدة طوائف متفرقة يجمعهم انهم من رجال النظام المطلوب انهاؤه : ضباط فى جهاز البوليس السياسي تحركهم روح الانتقام و الخوف من المحاسبة على عهود تعذيب والتنكيل بالمعارضين وخاصة الإسلاميين, رجال اعمال فاسين معرضون للمطاردة و المحاسبة و المحاكمة ,قيادات كبرى و صغرى فى التجمع المنحل وجدوا أنه يصعب عليهم التلون فى ظل النظام الجديد و فى ظل جيل من الثوار لديه انترنت يوثق كل ما جرى و كل كلمة قالوها سابقا ولن يصدقوا فرية الأحزاب المستنسخة من الأصل والمتوثبة من جديد لاسترداد العرش , قيادات اعلامية ( بعضها ما زال موجودا ) ينتظر اقالة بين ليلة و اخرى على الرغم من تمترسه وتغيير جلده والتدثر برداء الثوري والحداثي والديمقراطي , بعض المسئولين والإداريين من كبار الوظائف الحاليين فى الحكومة و فى مواقع حيوية ما زالوا فى مواقعهم ينتظرون مصيرهم منهم مديرون عامون وكتاب عامون للولايات ومعتمدون في الجهات .... و بعد اجتماعهم , تقررت الخطة لتحقيق عدة أهداف متفاوتة المدى :

الدفاع عن صورتهم بشكل عام و ازالة اتهاماتهم اعلاميا وتجنيد قوى سياسية ونخب متورطة تتحين الفرصة لتصفية حسابات الانتخابات التي لم تكن في صالحهم , هؤلاء ينشطون بكثافة في تحالف معلن أحيانا وآخرى خفي في اطار تقاطع مصالح بين تيارات متناقضة دستورية تجمعية يسارية وانتهازية داخليا وخارجيا والتحركات الأخيرة للباجي قائد السبسي الذي اجتمع مع برلسكوني الرأس العالمي للدوائر العالمية المالية الصهيونية والوليد بن طلال المعروف بنفوذه العالمي والخليجي وزيارة قطر الأخيرة تأتي في هذا السياق كذلك لقائه بالسفير الأمريكي ونتائجها أخيرا على الترقيم السيادي الجديد الذي يهدد الاستثمار ويخوف رؤوس الأموال التي تنوي الاستثمارفي تونس وكذلك من شأنه شغل الرأي العام و الثوار عن محاسبتهم على جرائمهم طوال سنوات فى حق الشعب التونسي وتوفير الغطاء المناسب لزيادة الهوة بين الحكومة وبين ا لمؤيدين لها و ربما اذا نجح المخطط الى نهايته قد ينتهى بعودة النظام الحالى و ليس بالضرورة بن علي ॥ بل قد يكون شخصا ما من بني جنسه الفاسد أو حتى اي وجه جديد يضمن حماية اتباع النظام من المسائلة مستقبلا ويتعهد بأن يراهن عليهم في الخفاء ... و لتحقيق هذه الأهداف بدؤوا التحرك على سبعة محاور محددة و بعناية و خبرة تجمع بين خبرات سابقة كبيرة فى مجال الحشد رأينا نموذجا منها في اجتماع المنستير و خبرات أخرى أمنية و استخباراتية فى مجال الحرب النفسية و فى فنون الدعاية السوداء و غيرها ، هذه المحاور هي : المحور الأول : عفا الله عما سلف ॥ستجد كثيرا جدا من الدعوات تملأ عددا من الصحف و الفيس بوك تحمل هذا المفهوم بحجة ॥ عفا الله عما سلف ॥ لا داعي للمحاسبة .. دعونا نبدأ صفحة جديدة .. فلننس الاحقاد .. لتكن ثورة بيضاء للنهاية .. لنلتفت للمستقبل و لا نشغل انفسنا بالماضي و هذه اول خطوة فى توجيه الرأي العام بعيدا عن فكرة محاسبتهم و فى الأصل : لا تناقض ابدا بين الاعداد للمستقبل و المرحلة الانتقالية و الديمقراطية و بين محاسبة رؤوس الفساد و الاجرام بشكل عادل و كامل .. و هو ما يدل على من يروج لهده الفكرة و من ينشرها و لمصلحة من ؟ و بالطبع ليس كل من يتحدث عن هذه الفكرة هو يعمل فى اطار هذا المخطط و انما قد يكون مقتنع بها أو تأثر بها اعلاميا بحسن نية و شعبنا شعب طيب و متسامح । المحور الثاني : زيادة عدد الاعتصامات الفئوية مع شيء من الفوضى وقطع الطرق وغلق المصانع والدعوة للعصيان المدني ! و استطيع هنا أن اؤكد بشكل جازم ان اكثر من 60 % من الاعتصامات هي بإيعاز من هذا المخطط و ليست احتجاجات طبيعية و بعضها يبدو مستفز جدا و حتى نكون اكثر تحديدا تتسم هده التحركات بالهمجية و الفوضى والعنف مما يتناقض مع اخلاقيات الثورة الحضارية التى شهدناها جميعافي القصبة و شهد لهاالعالم كله ابضا سقف مطالبها مرتفع جدا جدا بشكل تعجيزي فى بعض الاحيان , و فى الاغلب تكون مالية القصد منها تعطيل مصالح المواطنين بشكل متعمد و مضر جدا و أناني جدا بما يثير الرأي العام ضد الحكومة و ضد الثورة عموما. المحور الثالث نشر الفوضى واالعنف الغير مبرر هنا بالطبع القصد واضح وهو ان تصبح الصورة فى النهاية ان الثورة دمرت و أحرقت وأتلفت و انها اشاعت الفوضى وان نظام بن علي والتجمع كان اكثر استقرار من هذا ! و من يدرى قد تجد فى هذا المجال من يظهر و يترحم بشكل مصطنع على بن علي وبالفعل رأينا من يطل علينا في وسائل الأعلام ليتحدث عن انسانية بن علي وعبر الصحف رمزا أن بن علي كان ضحية لأصهاره الطرابلسية ॥ المحور الرابع : تشويه صورة المناضلين و كمثال يظهر ذلك فى حملات التشويه التى طالت المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية ومحاولة اهانته من خلال نعته بالمؤقت والساذج والذي يدور في فلك النهضة وفاقد للصلاحيات والتهكم على لباسه وشكله وإدراجه في صورة تحط من مكانته كرئيس منتخب ... وهذا اسلوب نفسي سخرت له وسائل الأعلام المكتوبة والمرأية على السوى وتقودها الفلول بهذه الوسائل التي مازالت تحت سيطرة رؤوس الأموال الفاسدة وتلامذة عبد الوهاب عبد الله الذين لا زالوا يعملون تحت الطلب ...كذلك رئيس الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي ورموز المقاومة للاستبداد أمثال سهام بن سدرين الذين نبشوا في ملفات بن علي المفبركة وتعليقاتهم المخابراتية وتقاريرهم التي استقوها من الاستعلامات للتشويه وكذلك السيد علي العريض و الفيديو الفضيحة الذي حاولوا احياء ماضيهم الاسود بطرحه على شبكة الفايس بوك واعادة قضية باب سويقة التي فبركها بن علي والتهجم على العفو التشريعي العام وقضية التعويض للضحايا .... او على الانترنت ॥ فى فيديوهات لها اسماء على غرار ( الحقيقة وراء فلان ) ( كشف المخطط المستخدم من فلان او صفحة كذا ) او فى عدد من التعليقات لا تعرف مصدرها .اذن هذه هي محاور الخطةالمحور الأول : اسقاط الحساب عفا الله عما سلف ! المحور الثاني : زيادة عدد الاعتصامات الفئوية مع شيء من الفوضى المحور الثالث : اثارة التعاطف حول بن علي والتجمع المحور الرابع : تشويه صورة المناضلين والاستنقاص من شأنهم المحور الخامس : ازالة اتهاماتهم اعلاميا المحور السادس : افساد العلاقة بين الأمن وبين الحكومة و بين الثوار المحور السابع : العودة للحكم عبر عباءة جديدة ! ضع هذه المحاور فقط فى بالك فى الايام القادمة و تابع التعليقات على الانترنت او الاعلام و قل لي كم محورا وجدته منفذا بالفعل ؟ اذا وجدتها السبعة ॥ فمعنى هذا ان المخطط صحيح بالفعل لأنه تأكد من هذه القاعدة : لا يوجد ما يسمى بالصدفة أبدا فى عالم السياسة كما قلت و أكرر سأعرض عليكم تفصيليا و بعدها يكون الحكم لكم : اذا كان هذا ممكن ؟ أو صحيح ؟ هل هذا متوقع ؟ و الأهم هل سينجح ؟ هناك حديث نبوي شريف يؤكد ما معناه انه سيأتى زمان قد يكذب فيه الناس احيانا من هو صادق و يصدق فيه الناس من هو كاذب॥ وقد قال البرت اينشتين : الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر فى العالم , هو فقط : ألا يفعل الأخيار اي شيء ! لهذا اذا اقتنعت و تأكدت - مثلى - بصدقية المخطط القذر هذا فتحرك للقيام بدورك , ليس بنشر المقال فقط , بل أيضا الوقوف ضد من تشعر انهم ينفذون هذا المخطط فى كل مكان , بالفكرة و بالحجة و بالنقاش نعم , أتمنى أن تكون أنت من سيحدد هنا عزيزي القاريء ॥ لأنه انت من سيحمى الثورة , و لا تنتظر أحدا غيرك يفعل هذا لأنك انت الثورة و انت من قمت بها , و انت من سيحميها و يدعمها

محمد المولهي

نقابي و ناشط سياسي



ليست هناك تعليقات: