الثلاثاء، 29 مايو 2012

من يركب حصان طروادة...



من يركب حصان طروادة...

تدكرني الاحداث التي يعيش التونسيون على وقعها اليوم وهم ينضرون الى السلفيين باستغراب و حيرة وخوف و كانهم كائنات قمرية بفرق الملتحين بالجيش الجزائري التي كونت خصصيصا لزرع الفوضى في البلاد فقد كانوا ينتشرون في ارياف و قرى الجزائريقتلون الاطفال و النساء تم ياتون بالطابور الخامس- الاعلام - ليكمل المهمة॥حدث دلك في التسعينات في الجزائر الشقيقة و اخشى ان ما بدا الان يتكشف عندنا في تونس هو سيناريو مشابه جدا..
ان استعمال التيار السلفي اليوم لتحريك الفوضى في البلاد له دلائل خطيرة ومنعرج هام لإجهاض المشروع الانتقالي الذي بدأت بوادر تحققه في مراحله النهائية والإعلان عن رزنامة الاستحقاقات الانتخابية بعد الانتهاء من كتابة الدستور ॥
الكل يعلم ان التيار السلفي واسع الانتشار وغير منظم وليست له مرجعية فكرية محددة ولا قيادة موحدة ولا يعتمد على تنظيم مهيكل وبذلك يسهل اختراقه ...
وبالرجوع الى ما قبل الثورة وبالتحديد السنوات التي كان يعتقد انه تم الاجهاز على الحركة الاسلامية التي قادت المشروع الاسلامي في الثمانينات من القرن الماضي بشيء من الحكمة والتنظيم وبعد أن انتهت المواجهة المباشرة التي امتدت الى أواخر التسعينات انتقل النظام النوفمبري في مخططه الى المرحلة الثانية التي تعتمد على احتياطي من هذا التيار الذي تم اختراقه لاستعماله في تقوية حجته في مقاومة الإرهاب الأصولي لاستعطاف المجتمع الغربي بقيادة أمريكا قائدة مشروع مقاومة الارهاب بعد هجمات11 سبتمبر واستدراج المؤسسات المالية الداعمة للأنظمة الملتزمة بالتصدي لهؤلاء ..
وإذا عدنا للأيام الاولى التي تلت الثورة وخروج هؤلاء مع مكونات المجتمع للتصدي لمشروع الثورة المضادة التي قادها الغنوشي والمبزع للالتفاف على الثورة التحم هؤلاء مع الثوار في القصبة واحد واثنين وهنا رأينا نماذج من مكونات القاعدة الشعبية لهذا التيار وبعض القيادات وتحادثنا معهم وشخصيا وقفت على مدى ضعف هؤلاء سياسيا وحتى دينيا في تفسيرهم السطحي للدين وحتى بعض المسلمات العقائدية ....زد على ذلك ان الاغلبية لم يمارس السياسة قط وكان في مراحله الأولى للالتحاق بالتدين بعد توبته وإدراكه الايمان بعد زلاته المتعددة في مقارعة الخمارات واستهلاك المخدرات أو التورط في جرائم اخلاقية ادت به الى السجون وهذا ليس بالتجني على هؤلاء ولكن لتتوضح الصورة عندنا ليتأكد لدينا ان لاختراق ممكن جدا لهؤلاء ويمكن التحرر تنظيميا والمبادرة الفردية في تقاطع مصالح مع قوى تقود اليوم الثورة المضادة مرة أخرى والسلفيون هم حطب المحرقة بالنسبة اليهم ويسهل استعمالهم في معارك جانبية خاصة بالنسبة للمخلصين منهم الذين يتبنون قناعة مسلمة غير قابلة للنقاش والتأويل تتمثل في محاربة المنكر الضاهر في الخمارات واللباس ودور الدعارة . ...ولكن بالنسبة للقوى الاخرى استعمالها في الاعلام ولدى الاطراف الاجنبية المراقبة للمسار الثوري للإيقاع به ودخوله نفق الارهاب ومحاربة المجتمع ودخول الى منطقة المحذور المحددة ..التكفير واستعمال العنف وحمل السلاح.
هناك فيلق من البوليس السياسي المخترق اصلا للتيار منذ سنوات وخبير به والذي يعمل الآن داخل الجماعة باقتدار والتحق به المطرودون والمتورطون في التعذيب والمتقاعدون الخائفون وهؤلاء لهم دراية كبيرة بتوجيه تحركات الجماعة السلفية وجعلها تحت الطلب كلما دعت الحاجة الى دلك وبمقابل طبعا .
الفئة الثالثة الاخطر التجمعيون التائبون الذين التحقوا لغسل عظامهم من الرجس الذي علق بهم طيلة نصف قرن ولهؤلاء حاجة وحويجة في التحاقهم بهذا التيار الذي يوفر غطاء وحماية من المتابعة والإقصاء وإعادة التمركز والانتشار وهؤلاء جاهزون لقيادة التحركات لخبرتهم الميليشياوية وقدرتهم على التعبئة واليوم يتقاطعون مع التيار في تقويض المشروع والإجهاز عليه لان اكتماله يهدد كيانهم ويعجل بفتح الملفات العالقة في شأنهم .
الفئة الاخيرة هم بالتأكيد التيار اليساري الخاسر في العملية الانتخابية و هم يعتقدون ان الخيار الباقي عندهم لتقويض المسار هو العنف الثوري والتيار السلفي يسهل تعبئته واستعماله في المعارك العنيفة والحرق ونشر الفوضى ويكفي اشتعال خلاف جانبي او بث اشاعة تستفز هؤلاء المتوثبون للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف لتكمل الخلايا الثورية المهمة وتصديرها للاعلام المتحكم فيه ليفعل فيها ما يلزم والحوادث الاخيرة شواهد على ما قلته
محمد المولهي


نقابي و ناشط سياسي

ليست هناك تعليقات: